|
آمنتُ أني شاعرٌ نحريرُ |
وهوايَ أقربُ ما يكونُ جَريرُ |
مَن منكمُ يصغي إليَّ بحكمةٍ |
فالوقرُ في أذنِ الزَّمانِ مثيرُ ؟ |
مَن منكمُ يذرُ التَّعاتبَ مرَّةً |
بالذَّوقِ يشمخُ عندهُ التفكيرُ ؟ |
إنْ تأفلَ اللُّمعُ الحِسانُ بخاطري |
فالكلُّ حول قريحتي مثبورُ |
سهلٌ وممتنعٌ فضاءُ مشاعري |
بل ما لهُ بينَ الطَّريفِ نظيرُ |
قوموا سلوني ، فالحبيبُ أظلّني |
فغدًا سيسألُ ناكرٌ ونكيرُ |
وتيقَّنوا مما تبثُّ رقائقي |
إنّي بعطرِ الأغنياتِ خبيرُ |
وأنا المحبُّ ، أنا الأريبُ ، أنا الفتى |
أحيا وأفنى ، والشعورُ منيرُ |
أعدو على لغة الكبار مُتيَّمًا |
والعسْرُ في القلمِ العجيبِ يسيرُ |
يحنو على عتباتِ قلبي بارقٌ |
من سِدرةِ الماضي عليه بدورُ |
آمنتُ أنّي شاعرٌ متملّقٌ |
للطيّبينَ ، يحفُّني التقديرُ |
والحاسدون ، وإن سخت عثراتهم |
شابوا ، يُتَعْتِعهم هناك فجورُ |
لم يفقهوا أنَّ المعانيَ ملكُ مَن |
غنّى له – وقتَ الهوى – الشُّحرورُ |
عشقوا فُتاتَ الواهمينَ ، فأدمنوا |
سُقيا الصَّغائر ، والصَّغيرُ صغيرُ |
لا بهجةٌ تاقت إلى عرصاتهم |
كلاّ ، ولم يَثْبُتْ لهم تثويرُ |
حتىَّ إذا جَنَّ السَّقامُ اسَّابقوا |
تقفو خطاهم للجنونِ سطورُ |
وتجمْهروا ، عاثوا رياءً في الدُّنا |
فبكتْ على الزَّمنِ الجَميلِ ثغورُ |
زادُ الخَفافيشِ الظلامُ على المدى |
والصُّبح تعشقُ مُقلتيهِ طيورُ |
أو إنَّهم – والحالُ دون مثوبةٍ - |
في كلِّ وادٍ غيَّبٌ وحضورُ |
كالإمعاتِ ، تناسلوا ، وتكاثروا |
والخبثُ في هذا الزَّمانِ كثيرُ |
طوبى لمن هربوا عن الشَّرَكِ الذي |
" بالحرِّ " يهذي ، كله تكفيرُ |
طوبى لمن ذاق التَّليدَ بروحِهِ |
فزها الرَّبيعُ ، وأثمرَ التَّشجيرُ |
وَسَرَتْ على أفنانهِ درَرُ النُّهى |
في كفّهِ للمعجبينَ زهورُ |
هذي جنانُ الخلدِ ترقبُ جيئتي |
هذي جهنَّم للطغاةِ حصيرُ |
هذي عيونُ الشعر رهنُ أوامري |
هذا الخنا للضَّائعينَ مصيرُ |
هذي حنايا المجد تحمل وثبتي |
هذي الحفائرُ باللئامِ تغورُ |
هذي خيام الذَّاكرينَ تحبُّني |
فأنا لأهلي الصَّابرينَ سَفيرُ |
هذا هو التَّمكينُ في عزماتنا |
هذا هو الإبداعُ أين أسيرُ |
هذا عِراقُ الحبِّ ملءُ جوانحي |
يُضفي عليَّ الحسْنَ فهو أميرُ |
وذهِ مصائرُ مَن هوتْ أحلامُهم |
لن ينفعَ الثملَ النَّؤومَ عصيرُ |
فارجِعْ إلى عبَقِ التَّواضعِ خاطري |
فلكم وكم قصَمَ الظهورَ ظهورُ |