|
قفا نبك ،دع هذا الهوى عنك وانزل |
فما كل دمع ينتشي فوق منزل |
ولا كل حسناء بحسن عنيزة |
وهل كل يوم يوم دارة جلجل |
أترجو شفاء الجرح عبرة مائع |
يحاول ملكا عند ثأر مؤجّل |
أعد قوله حيث اغتراب فؤاده |
أفاطم مهلا بعض هذا التذلل |
لديه قصيد الماء يسكب خوفه |
وعندي قصيد النار للكون ينجلي |
غفلت أفق هذا رسيسك حمأة |
يذيب الرؤى ما في وقوفك تجتلي |
حملنا لهذا الجرح بعض حطامنا |
فخذ بعض روحي بوحها نوح أخطل |
فقد جئت وجها ما رأينا شروقه |
يضيء كهوف الذات دربا لموغل |
وترتابني في كنه لحظتك التي |
تدينك في زهو الجروح بمرجل |
ألا أيها المخبوء فيّ إلى متى |
تظلّ غيابا في الحضور بمعزل |
قصيدك ميقات البداية نبضها |
وبوصلة التأريخ تاهت لشمأل |
تخبئ في دقّاتها منتهى دمي |
تدس اغترابي في مرايا فتصطلي |
إذا همّ بي ثقل الرحيل رددتني |
وقلبي مقيم الرحل غير مؤمّل |
فسر إنّ وجهي في مداك قصيدة |
ملامحه ضاءت لحلم مرمّل |
وها لست أدري ما الذي قد يشدّني |
بوجهك لو يقتاته ليل معول |
توضأ من أنفاسه صبح غربتي |
وأبحر محمولا على دم منهل |
بعينيك نار أوقدتها ملاحمي |
تنورتها رغم الهوى المتعطّل |
فهل يمنع الماعون رب جراحنا |
يدعّ يتيم النبض خوف تغوّل |
نشى الملك الضليل أنت قناعه |
وفاطم هذا الحي بعض تغزل |
أفاطم مهلا قد عذلتِ متيما |
وغرّكِ منه أنه رهن مقتل |
تعريت لي من بعد زهد تنسّكي |
وفارقت رشدي واعتياد تعقلي |
أريقي قصيد النار خمر مواجدي |
تصون دمي من رجس كل منخّل |
وزفي تباشير الرؤى ثم أعلني |
طلوعي وبعثي وانتشاري ومجملي |
ففي سكرة الموت الأخيرة صحوتي |
تهيل تراب الحلم تنبت هيكلي |
تقول عروس الغيب حين تمايلت |
عقرت المرايا يا امرئ القيس فانزل |
ومن جثتي قبري تهرّب خلسة |
ألا يحتويني والثرى في تململ |
يعلق في الأبعاد أجراس غربتي |
ويسقي عطاش الروح مُهل التنفّل |
فلا تسألي الرمل المرابض في دمي |
وكل الحكايا مرة من تبلبلي |
وكانت معي حتى اقتراف قصيدتي |
وحتى اجتراح الحلم في ليل أهبل |
غزلت لها ما لم تبحْك عيونها |
زمانك مشدوه إليها بمغزل |
سكبت بها ماء انعتاقك خيبة |
لتغرس نخل العشق في قلب مرمل |
سباخ رؤانا كلّها في عوالمي |
تذوّق ما دقّ من ملح مأملِ |
فمازالت الآيات تفتح غيبها |
وزوّادة المعنى هفت بتقلقل |
كخارطة الدكناء تقتات أنجمي |
تحَمْيَرت الفوضى ودانتْ لمنحل |
تعدّدت الأبعاد فيّ بجمرها |
وفي المهمه السادي أتيه بمرجل |
صحبتُك دهراً والعروبة كلّها |
تدار على الرقّاص رقص ترهّل |
وفي غفلتي سرّاً تلبّسني الدجى |
دم الظل فيه يستباح فينجلي |
كصمتي ولي فوضاه فحوى قضيّتي |
هنا كلّنا عُمْيُ على جرح مُثقَل |
أيا نخل أستفتيك كيف انعتاقنا |
فأقلقني العشق المعربد يبتلي |
وأصغي لصمتي تلك فوضاي أوصدتْ |
على العمر أبواب الرؤى بتقوّل |
فلا ذنب لي إلاّ لأنّك قصّة |
من الدهر تستعصي برُغم التغلغل |
وحلمي بليلُ طينه في مواجدي |
يعرّي جراحي والهوى في تمحّل |
أجل إنّني حادٍ إليك قوافلي |
بنبض القوافي أستعيد تشكّلي |
كلانا هنا منفى الحكاية ذاتها |
تمهّلْ فهل يجديك متن التأوّل |
شممتَ قميصي تستريب رسوله |
متى قُدَّ هذا الطهر أصل التبتّل |
ألا أيّها النخل العروب هنا دمي |
تقرَّ مراياه التي لم تزلل |
أتيتُك موبوءا بدهر عروبة |
تولّى الورى عنها لسقط التوسّل |
أتيتُك ليلاً لامرئ القيس رفدُه |
لدى سمرات الجرح ناقف حنظل |
مُعنّى لأنّي الطاسليّ ببدئه |
أخطّ تضاريس الهوى بتمفصلي |
وأمكنتي زهواً تراود لحظتي |
بأزمنةٍ تستقرئ الآن أوّلي |
أيا نخل فتواك القديمة ضُيّعت |
هنا صدئتْ أزمان هذا التكفّل |
فشحّ المدى إذْ لونك الآن غربة |
تقيّحت الأوتار نزّت لمحقل |
أقول وقد مال الزمان بأحرفي |
عقرتَ قصيدي ، لستُ فيك بأميل |
شريد ولي الصحراء متن قصائدي |
أعيد لهذا الدهر بدء المنزّل |
أسير ولي من سحنة النخل قامة |
تعاف انحناءات الرؤى لتخوّل |
فكلّ صباحٍ قد حملتُ شموسه |
لليلٍ نأى عن جرحنا بتنصّل |
أنا الصارخ المحكيُ في نبضاته |
على كلّ نبضٍ في المواجع يعتلي |
إلى كلّ عمر قد ترحّل نبضه |
متى كسرُ منساة الرحيل ،ألا قلِ |
أراهم هنا يستنطقون ملامحي |
يقولون لا تهلك أسىً فتجمّلِ |