بسم الله الرحمن الرحيم
عينُ كبْدٍ تُبْصِرُ
د. ضياء الدين الجماس
بَدَنٌ ينامُ وعينُ كبْدٍ تُبْصرُ = كالأمِّ راعية لطفلٍ تَسْهَرُ
والخلقُ في كَبدٍ توارى سرُّهم = لتمدَّهم نُسغَ الحياة فيكبروا
في الرَّحْم يأتيهم مدادُ دمائها = إعجاز خلقٍ والإلهُ يدَبِّرُ
ويَمُدُّها بِدَمِ العروقِ لترتوي = وتَضُمُّ في أحشائها ما يُذْخَرُ
لتمُدَّ طاقَتَها لقلبٍ عاملٍ = فيحيلها نبضاً لجسمٍ يُنشرُ
يتبادلُ الخلان أنهار الدما = ولنبضهم كلُّ الرعايا تشكرُ
والكبدُ تخزنُ كلَّ أنواع الغذا = تعطي المدادَ لمنْ يجوعُ ويجأر
حافظْ عليها بالغذاءِ رشيقةً = فالشحمُ يهلكها بدهنٍ يزخرُ
وابعدْ عن الخمرِ اللعين فإنَّهُ = سيُحيلها شمعاً يذوبُ وَيَهْجُرُ
ويُذيقها نارَ اللَّهيبِ لتكتوي = وفراشُها منْ كيّهِ يَتَحَجَّرُ
كالشَّمْع أضحى فرشُها متليّناً = وبموتها نسُجُ الدماغ ستضمرُ
يُعطى الدواءُ بجرعةٍ محسوبةٍ= فإذا تجاوزَ حدَّهُ يتفَجَّرُ
يمسي كسُمٍ للخلايا قاتلٍ = تشكو إلى الله الحفيظ وتصبرُ
فدواؤها أضحى يزلزلُ دارَها = معها كيانُ قطوفها يتقهقرُ
"سِتَمُولُ" في رفِّ البيوتِ مُحلِّقٌ = ويحطُّ في بطنِ السقيمِ يقرقرُ
ليُسَكِّنَ الآلام في وديانها = وصداع رأس في الليالي يهدُرُ
لكنه سمٌّ لأكبادِ الورى = ما لم لجرعته فطينٌ يحذرُ
فلتحذرنَّ حبيبَ قلبي للدوا = واسأل بجرعته حكيماً يُـخْبرُ
والخمرُ حرَّمها الإله لضرها = للكبدِ والعقل السليم تُدَمِّرُ