موضوع أرسلته لي الأخت الحبيبة نسيبة بنت كعب للحوار
طبقا" لدفاتر مأذوني مصر.. 50 ألف امرأة تطلب العصمة وتقول "كفاية" للرجل!
- كتبت : شيماء عبد الهادي
أرملة تتزوج من عامل بهيئة النظافة.. سيدة أعمال تتزوج سكرتيرها.. موظفة كبيرة في أحد البنوك تتزوج سائقها... كلها نماذج لحالات أخرى مشابهة بلغت 0 ألف امرأة تزوجن جميعاً بعد أن حصلن على العصمة في أيديهن.
هذا ما أوضحته دراسة حديثة صدرت عن مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والجنائية من واقع سجلات مأذوني مصر (موثقي عقود الزواج)، وأشارت الدراسة إلى أن هناك تزايداً في عدد السيدات المصريات اللاتي يطلبن أن تكون العصمة في يدهن! باعتبار ذلك شرطاً للزواج، حيث توجد حالة زواج من هذا النوع؛ الذي يوافق فيه الزوج علي إعطاء المرأة حق تطليق نفسها ويتنازل عن العصمة لها؛ بين كل ثمانين حالة زواج تقريبا، وتزيد النسبة في بعض المناطق إلى حالة بين كل 25 حالة.
كما تشير الدراسة إلى أن عدد السيدات المتزوجات اللاتي حصلن علي العصمة بلغ 50 ألف امرأة، وأن أسباب تمسك العديد من السيدات بها ترجع إلى رغبتهن في الإمساك بحق تطليق أنفسهن عند الضرورة.
ويقول د.عصام عبد الجواد أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة: "إن المرأة في الفترة الأخيرة التي تلت مؤتمر بكين 1985؛ حصلت على العديد من المميزات التي أدت بها إلى التوحش ومحاولة تعويض أشياء كثيرة لم تكن تتمتع بها نظرا لطبيعة مجتمعنا الذكوري الذي يميل إلى حماية المرأة بطريقة زائدة. ويضيف عبد الجواد: إن وجود العصمة في يد المرأة هو نوع من قول "كفاية" لهذا العصر الذكوري الذي كانت تحياه, والذي لم يعد له وجود لسببين أولهما: غياب الرجل القوي "سي السيد", والثاني: خروج المرأة للعمل واستقلالها المادي مما أدى إلى تغير نظرتها للرجل، فالرجل لم يعد مصدر الأمان لها.
وتؤكد دراسات إجتماعية أخرى أن غالبية الحالات التي تلجأ فيها المرأة إلى طلب العصمة؛ هي حالات لسيدات يتزوجن من رجال أقل منهن مركزا اجتماعيا أو وظيفيا، ولذا يلجأن لهذا الحل كنوع من الاطمئنان إلى سهولة تطليق أنفسهن من دون مشكلات مع الزوج.
ويفسر د.إبراهيم البيومي غانم؛ الخبير بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية؛ أسباب تزايد حالات الزواج في ظل عصمة الزوجة بقوله: "إن المجتمع المصري يمر الآن بمرحلة التحولات الكبرى في القيم والمعتقدات نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية, فظهرت المرأة الثرية التي تخشى من رغبة الزوج في السيطرة على أموالها، أو التي تخاف من ماضي زوجها، أو تلك التي تسعي لتأمين نفسها حتى لا يتزوج عليها زوجها, فضلا عن ارتفاع نسبة الطلاق والذي قابله رغبة المرأة في العودة للزوج الذي سبق أن طلقها ثلاثاً؛ فتلجأ إلى هذا الحل بحيث تطلق الزوج البديل "المحلل" في الوقت الذي تشاء، دون أن تقع فريسة للاستغلال.