|
هاتوا رَغيفَ الخُبزِ, إنّي جائعُ |
|
|
طِفلٌ يموتُ وَطفلةٌ وَمَراضِعُ |
الموتُ ظلٌّ حلَّ فوقَ رؤوسِـنا |
|
|
والموتُ يَحصُدُ مَنْ لهُ ما بايَعوا |
يَأتي بِلا اسْتِئذانِ أهلِ مَدينَتي |
|
|
في كلِّ صَوبٍ كامنٌ وَمُتابِعُ |
وَمَدينَتي سِجنٌ كَبيرٌ مُطْبِقٌ |
|
|
يَتَساقَطُ الأمواتُ حينَ تُطالعُ |
" فَلُّوجَةٌ " حَكَمَ البُغاةُ بِمَوتِها |
|
|
جوعـاً وَقَصفـاً , قَـتْـلُهُا يَتَتابَعُ |
أُمَّ الـمَسـاجِدِ هَـلِّلي وَتَـذَرَّعـي |
|
|
للهِ , فاللهُ الـبَـصـيـرُ السـامِـعُ |
وَهـناكَ بابِـلُ يَرتَقي شُـهداؤها |
|
|
فالموتُ حَتّى في المَلاعِبِ قابِعُ |
أو في دِيالى مِنْ حَضيضِ مُعَمَّمٍ |
|
|
تُـطلى دَمـاً أبوابُها وَشَـوارِعُ |
وَالموصِلُ الحَدباءُ يَأبى نَهرُها |
|
|
إلّا دِمــاءً, مــاؤهُ يـَتَــراضَــعُ |
فَالـرّافِـدانِ تَعـوّدا سَـيلَ الـدِّمـا |
|
|
كَي يُنقِـذا وَطَناً سَـبتهُ مواجعُ |
إنّا رَوَينا الأرضَ بالدَمِ كُلّما |
|
|
عَـطَشـتْ رَوابينـا وَفينا نابِعُ |
شَعبُ العِراقِ وَتِلكَ مِحنَتُهُ دَمٌ |
|
|
يُجريـهِ نَهرٌ ثالثٌ أو رابِعُ |
وَرغيفُ خُبزٍ بالدِّماءِ مُغَمَّـسٌ |
|
|
وَخُـطـوطُ بارودٍ بِهِ تَتَقاطَعُ |
هـوَ خُبزُنا يا أمّـَتـي وَطَعامُـنا |
|
|
وَلـَهُ بِـلادي غَـلَّـةٌ وَمَـزارِعُ |
سَـنموتُ جـوعاً ,يا إلهي رَحمَةً |
|
|
فَالـمـوتٌ يأكلُنا , وَلا هـوَ قانعُ |
فَمَتى الضَّمائرُ والشَّواربُ تُرتَجى |
|
|
تَهـتـَزُّ غـيـرَتُها, وَعـنـكَ تُـدافِـعُ |
وَمَتى مَتى يا شعبُ تَنهضُ ثائراً ؟ |
|
|
فَـتـزيـلُ غَــبـراءً لِـيَشـبـَعَ جـائعُ |
لا تَرتَجي عَوناً مِن الإخوانِ , هُمْ |
|
|
زَرَعوا المَصائِبَ بَينَنا وَتَراجَعوا |
يَتـَفـَنَّـنـونَ بِـقَـَتـلِـنـا وَبـِنَهْـبِـنـا |
|
|
لَكَـأنَّـنا كَـنـْزٌ إلـيـهِ تَـسـارَعـوا |
أبناءُ عَـمٍّ هُـم عَليكَ تَآمـَروا |
|
|
لَـمّـا أتـانـا حاقِــدٌ وَمُخادِعُ |
أَنتَ العِـراقُ عُـروقُنا وَدِماؤنا |
|
|
وَإلى السَّـما تاجَ الحَضارةِ رافِعُ |
عاشَ العِراقُ, شَـمالُهُ وَجُنوبُهُ |
|
|
مِنْ غَـربِهِ وَلِـشَـرقِـهِ يَـتَبـايَعُ |
وَانْصُرْ إلهي شَـعبَنا في ثَورَةٍ |
|
|
لِلحَقِّ يَسعى, وَالفَسادَ يُصارِعُ |