|
بحرٌ من الخيرِ أم رَحبٌ من النِّعَمِ |
|
|
يا دُرَّةَ الكونِ يا ياقوتة الأممِ |
قد فاض شوقي وعشقي لستُ أكتُمُهُ |
|
|
يا قِبلةَ الحب والعُشّاقِ والخدمِ |
روحي فداكم وجسمي طوعُ أمركمُ |
|
|
يا أكرمَ الخلقِ فاقبلني ولا تَلُمِ |
فإن تدعني لعصياني أَمُتْ كَمَدا |
|
|
وإن تَمُنَّ فتاجُ الجودِ والكرمِ |
وقد وقفتُ بباب الوصلِ مبتهِلا |
|
|
مُطَأطِئ الرأسِ أرجو الخدَّ للقَدَمِ |
ما ضلَّ من يقتفي أنوارَكُم أبدًا |
|
|
يا مَنبعَ النورِ في دوامةِ الظُّلَمِ |
فمن سواكم حبيبي يُستضاءُ بِهِ |
|
|
إن أظلَمَ الكونُ بينَ التيهِ والعَدَمِ |
ومن سواكم يُرَجّى للهدى أملًا |
|
|
إن حالَ حاليَ بين الوصلِ والنِّعَمِ |
طال اشتياقي لوصلٍ منكَ يا أملي |
|
|
متى تَمُنُّ على صَبٍّ بِكُم سَقِمِ |
بكى فؤادي لطولِ البُعدِ في ألمٍ |
|
|
فكَفكَفت دمعَهُ آمالُ معتَصِمِ |
بالحُبِّ أحيا وأرقى كلَّ مستَنَمِ |
|
|
قلبي وروحي فداءُ الحبِّ والألمِ |
فالقلبُ لولا الهوى ما ذاقَ بهجتَهُ |
|
|
والروحُ لولا الجوى لم ترقَ أو تَهِمِ |
وأعذبُ الحُبِّ عشقٌ ليس يبلغُهُ |
|
|
إلا الذي هامَ بالمختار من إِضَمِ |
أستغفرُ اللهَ إن قصَّرتُ فيهِ وَلَمْ |
|
|
أُوفِ الحبيبَ بصدقِ الحُبِّ والندمِ |
على المعاصي التي قد خضتُ لُجَّتها |
|
|
حتى رمتني إلى شَطٍّ من الحُمَمِ |
وأسلمتني أسيرَ النفسِ تجلِدُني |
|
|
في كُلِّ حينٍ بألوانٍ من الظُّـلَمِ |
أمّارةُ السوءِ لا إحسانَ يردعُها |
|
|
جَبّارةٌ في الهوى تمضي بلا لُجُمِ |
كم عذَّبت خِسَّةً روحي مُبدِّلةً |
|
|
قلبي لذيذَ الرِّضا بعَلقَمِ النِّقَمِ |
وكم أضلتهُ مِن بعد الهدايةِ إذ |
|
|
تُغريهِ حينَ تُذيبُ السُّمَّ في الدَّسَمِ |
والنفسُ إن تُرِكَتْ أَودَتْ بصاحِبِها |
|
|
سُبْلَ الهَلاكِ وإن ألجمتَها تَجِمِ |
وليسَ يُلجِمُها إلا الخبيرُ بها |
|
|
فالزمْ حِماهُ تكنْ معْ خيرِ ملتَزَمِ |
وبادِرَنْ توبةً صحت عزيمتُها |
|
|
فاللهُ يقبلُ من قد تابَ في ندم |
ولا تَغُرَّكَ أعمالٌ تطولُ ولا |
|
|
حسنُ الشبابِ ولا ممطولةُ الهِمَمِ |
ولا تُسَوِّفْ فإنَّ الموتَ يأتي بلا |
|
|
إذنٍ فيفترسُ المفجوءَ بالنِّقَمِ |
والجأ لجودِ رسولِ الله إن له |
|
|
من العِنايَةِ حِجْرًا كاملَ النِّعَمِ |
يختارُ من سعِدتْ بالوصلِ مُهجتُهُ |
|
|
فيصطفيهِ حبيبُ اللهِ بالكرَمِ |
ومن تكن من رسولِ الله قُربَتُهُ |
|
|
نال المعاليَ واستولى على العِظَمِ |
فمن كطه اكتمالا في محاسِنِهِ |
|
|
كأنه الحُسْنُ في خَلْقٍ وفي شِيَمِ |
فأحورُ العينِ مَكحُولٌ به دَعَجٌ |
|
|
أَزَجُّ أَقرنُ مربُوعٌ بلا تُهَمِ |
إذا تَرشَّحَ ضاعَ المسكُ وانحدرت |
|
|
قطرُ الجُمانِ لمشتاقٍ ومُغتَنِمِ |
كالسَّيلِ يمشي إذا ما جَدَّ في طَلَبٍ |
|
|
أو الهُوَينى مع الأطفالِ في كرمِ |
يا أبلجَ الوجه يُستسقى الغمامُ بهِ |
|
|
أوتيتَ حُسنَ الوَرى مِن دونِ مُقتَسِمِ |
فمِن جلالكَ هاب الناظرونَ لكم |
|
|
وفي جمالكَ أمسَوا أعشقَ الخَدَمِ |
يرجون نيل رضاكم .. لا يَقِرُّ لهم |
|
|
حتى اللقا خاطرٌ في الصحوِ والحُلُمِ |
يا عاشق المصطفى أهدِ الصلاةَ لهُ |
|
|
عساكَ تُبصرهُ يومًا بلا غَسَمِ |
وإن سُئِلتَ فمن في الكونِ قاطبةً |
|
|
مِنَ الخلائقِ لم يُدرك ولم يُرَمِ |
فقُلْ بكلِّ يقينٍ غيرَ مُلتَبِسٍ |
|
|
مُحَمَّدٌ خيرُ خلقِ اللهِ كُلِّهِمِ |
مُحَمَّدٌ لا يُدانى في شمائلِهِ |
|
|
ولا يُقارَنُ بل يعلو على الأُمَمِ |
مُحَمَّدٌ سيد السادات ، ما طلعت |
|
|
شمسٌ على مثلِهِ .. كلا ولم تَنَمِ |
ولا تقرَّبَ للمعبودِ يَشهَدُهُ |
|
|
مثلُ الحبيبِ ولا جبريلُ ذو العِظَمِ |
فلو تجاوزَ بعدَ الحدِّ أحرقَهُ |
|
|
أما محمدُ فاستدناهُ ذو النِّعَمِ |
يا أكرَمَ الخلقِ عند اللهِ مَنزِلَةً |
|
|
سبحانَ من بِكُمُ أَسرى إلى حَرَمِ |
في ليلةٍ عطَّرَ الأكوانَ سيدُها |
|
|
وفاضَ أنوارُها في الأربُعِ الدُّهُمِ |
صليتَ بالرُّسْلِ تأكيدًا لمَنزلةٍ |
|
|
أُوليتَها فوقهم يا خيرَ مؤتَمَمِ |
وخَصَّكَ الله بالمعراجِ مُرتقيًا |
|
|
فاجتزتَ مخترقَ الأطباقِ والقِمَمِ |
لِكلِّ مُقتربٍ حَدٌّ يُحَدُّ بهِ |
|
|
وأنتَ يا سيدي تعلو بلا جَشَمِ |
حتى بلغت مقام القُرب وانكشفت |
|
|
لك الستورُ فلم تُصعَق ولم تُضَمِ |
ونِلتَ مَنزلةً ما نالها أحدٌ |
|
|
من خالِقِ الكونِ والإيجادِ والعَدَمِ |
فمن كأحمدَ يومَ الحشرِ ينفعُنا |
|
|
إذا فزعنا ولم نظفر بمُعتَصَمِ |
هو الشفيعُ الذي يقولُ هأنذا |
|
|
إذا الجميعُ توارَوا دون مُقتحِمِ |
بهِ الخلائقُ لاذت يومَ مَحشرها |
|
|
فقال إني لها .. غوثٌ من الغُمَمِ |
فأمَّتي أُمَّتي .. في الحَشرِ يُرسِلُها |
|
|
حتى يُجابَ بما يُرضيهِ من نِعَمِ |
" سل تُعطَ ، واشفعْ تُشَفَّعْ " تلك مَنزِلَةٌ |
|
|
ليست لغيرِ أبي الزهراءِ في الأمَمِ |
فيحمدُ اللهَ كنزًا من مَحامِدِهِ |
|
|
فيُستَجابُ لهُ .. يا فرحَةَ النَّسَمِ |
هو الرؤوفُ الرحيمُ ليس يترُكُنا |
|
|
حتى نجوزَ من الأهوالِ والقُحَمِ |
فالمصطفى كان في الدنيا هدايتنا |
|
|
وفي القيامة منجاةٌ من الحُمَمِ |
قد أسعد الأرضَ والأفلاكَ مولِدُهُ |
|
|
فعَمَّتِ الكونَ أنوارٌ بلا سُدُمِ |
فاليوم يولد أعلى الخلق منزلةً |
|
|
وأطهرُ الناس من عُربٍ ومن عَجَمِ |
واليوم يُكسى جبـيــنُ الأرضِ دُرَّتَهُ |
|
|
ويعبَقُ العطرُ في الوديانِ والأَكَمِ |
ويشرقُ الصدقُ في الآفاق مبتسمًا |
|
|
ويُنذَرُ الكفرُ بالإزهاقِ والثَّرَمِ |
شُرْفاتُ إيوانِ كسرى أذعنت فهوت |
|
|
لله ساجدةً تبكي من النَّدمِ |
وماءُ ساوةَ غاض اليوم مبتهلا |
|
|
واستحيتِ النارُ رغمَ السَّجْرِ والضَّرَمِ |
وفرَّ كل قعيدِ السمعِ مرتجفًا |
|
|
من حارقِ الشُّهبِ أو من دامِغِ الرُّجُمِ |
فيوضُ أنوارِ طهَ منذ مولدِهِ |
|
|
إلى القيامةِ تُنجي كُلَّ مُعتصِمِ |
نفسي فِداهُ فكم ضُرٍّ تَحمَّلَهُ |
|
|
حتى يُبَلِّغَنا الإسلامَ في أَمَمِ |
أبكي دمًا قبلَ دمعِ العينِ من أَسَفٍ |
|
|
لِما أصابَ رسولَ اللهِ من وَصَمِ |
كم كَذَّبوهُ وكم آذَوهُ ويحَهُمُ |
|
|
بَل قاتَلُوهُ وأَدْمَوا غُرَّة العَلَمِ |
وعذبوا صحبَهُ حتى ارتقت وعلت |
|
|
سُمَيَّةُ الحقِّ صبرًا دونَ مُنتَقِمِ |
وياسرٌ زوجُها أكرمْ بموعِدِهِمْ |
|
|
في جنةِ الخُـلدِ قد فازوا بمُختَتَمِ |
وحاصروهُ سنينًا معْ أقارِبِهِ |
|
|
وصَحبِهِ دونَ إشفاقٍ على رَحِمِ |
حتى إذا أكلوا الأشجارَ من سَغَبٍ |
|
|
واستَنهَكَ الظُّلمُ فيهِم كُلَّ ذي شَمَمِ |
وأسلَمتْ روحَها قُربًا لبارئِها |
|
|
خديجَةُ الحُسنِ من سادَتْ على الأمَمِ |
وماتَ من كانَ مأواهُ ونصرتَهُ |
|
|
ولم يُسلِّمْهُ يومًا عابدي الصنمِ |
شاء القديرُ بأن يُنهي ابتلاءَهُمُ |
|
|
بدودةٍ أكلت وثيقةَ الظُّلُمِ |
فباسمكَ اللهُ تبقى خيرَ شاهدةٍ |
|
|
على المهيمنِ أخزى كُلَّ مُحتَكِمِ |
يا ليتَ لي مثلَهُمْ وعدًا بصُحبَتِهِ |
|
|
إذن لدامَ سروري وانتهى ألمي |
وليتني معهُ في يومِ هجرَتِهِ |
|
|
أحمي حِماهُ وأفدي روحَهُ بِدَمي |
إذ فارقَ الأرض والأحبابَ في أَلَمٍ |
|
|
لينشُرَ النورَ رغمَ القهرِ والظُّلَمِ |
واستصحَبَ الصادقُ الصِّدِّيقَ يُؤنِسُهُ |
|
|
في هِجرَةٍ صانَها الرحمنُ من قِدَمِ |
واسأل سراقةَ إذ ساخت سنابِـكُهُ |
|
|
حتى استجار ثلاثًا مُظهرَ النَّدَمِ |
وزاده سيدي من فضله كرما |
|
|
سوار كسرى بوعدٍ غيرِ مُنخَرِمِ |
واسأل قريشًا ببابِ الغارِ إذ وقفوا |
|
|
يرجون إفكًا فنالوا شرَّ مُنهَزَمِ |
عن عنكبوتٍ أضلَّتهُمْ بأوْهَنِها |
|
|
وعن حَمامٍ حَمى المعصومَ من طُغَمِ |
فيمكرون بليلٍ لا نهارَ لَهُ |
|
|
والله يمكرُ .. ما الإصباح كالغَسَمِ |
يمضي الحبيبانِ أسماءٌ تُمِدُّهما |
|
|
ذاتُ النطاقين أكرمْ بابنةِ الكرمِ |
حتى إذا أشرقت أرجاء طيبةَ بالــ |
|
|
أنوارِ وانتشرت مِسكًا بغيرِ دَمِ |
فاضت بأنصارها من كُلِّ ناحيةٍ |
|
|
يستبشرون بما حازوهُ من نِعَمِ |
ويشكرون طلوع البدر بينهمُ |
|
|
من بَعد ليلٍ بهيمِ الشرِّ مُضطرمِ |
فآثروا إخوة الإسلام واقتسموا |
|
|
أموالهم بل أرادوا قسمة الحُرَمِ |
وبايعوا المصطفى ما سَرَّ خاطرَهُ |
|
|
ببيعة الصدق في حربٍ وفي سَلَمِ |
كانوا رجالا وأوفوا كُلَّ عهدهمُ |
|
|
ثم ارتضوا أحمدًا في كُلِّ مُقتَسَمِ |
منهم قضى نحبه .. وثَــمَّ منتظِرٌ |
|
|
فلم يُبَدِّلْ عهود الصدقِ والذِّممِ |
في كل موقعة للحق تُبصرهم |
|
|
أُسودَهُ تَنهشُ الأوباشَ كالغنمِ |
وإن أتى مَغنَمٌ عفُّوا وقد قنعوا |
|
|
بالمصطفى في حماهم خيرَ مغتَنَمِ |
يا سعدهم إذ دعا الرحمن يرحمهم |
|
|
وكُلَّ أبنائهم طُرّا بلا سَدَم |
وقال لو خالف الأنصار غيرهمُ |
|
|
لاختار شِعْبَكُمُ – لا غيرَهُ – قدمي |
في مَنْعَةٍ مِنهمُ لاقى أعاديَهُ |
|
|
فاحتزَّ أعناقهم في كُلِّ مُصطَدَمِ |
واسأل ببدرٍ قليب الكفرِ كم جمعت |
|
|
من كُلِّ جائفَ مقطوعِ الوتينِ عمي |
كم عذبوا من ضعيف في ديارِهُمُ |
|
|
حتى اعتلاهم بمُجتَـزٍّ ومُصطَلِمِ |
وجَرَّ رأسًا أَذَلَّ الكفرُ عِزَّتَها |
|
|
مَن كانَ أمسًا يُنادى راعيَ الغَنَمِ |
وعدٌ من اللهِ أوفاهُ لمن صَبروا |
|
|
من يصدقِ اللهَ يَصدُقْهُ وينتَقِمِ |
حتى إذا فُتحت أمُّ القرى لهُمُ |
|
|
نصرًا من الملكِ الجبارِ ذي القلمِ |
قال اذهبوا وعفا عنهم وأطلقهُم |
|
|
برحمةٍ مُزجَت بالفضلِ والكرمِ |
العز بالدين لا بالجاه والذهبِ |
|
|
متى ارتقينا به سُدنا على الأممِ |
والدينُ علمٌ وأخلاقٌ ومُعتَقَدٌ |
|
|
فاتبَعْ رسولكَ فيهم تُهدَ للحِكَمِ |
واحذر هواكَ فما والاهُ ذو غَفَلٍ |
|
|
إلا هوى هالكًا في كُلِّ مُلتَطَمِ |
ما ضل من كان خيرُ الخلق قدوتَهُ |
|
|
في القولِ والفعلِ والأحوالِ والشِّيَمِ |
حُبًا وصدقًا وإجلالًا ومكرمةً |
|
|
لمن أظلَّتهُ حُبًا أشرفُ الغِيَمِ |
وللذي لَبَّتِ الأشجارُ دعوتَهُ |
|
|
وحنَّ شوقًا إليهِ الجِذعُ في ألمِ |
وانشقَّ بدرُ الدجى كيما يُصَدِّقَهُ |
|
|
من أعرضوا ثم قالوا: ساحرُ الحَرَمِ |
كم من مريضٍ شكا من طولِ عِلَّتِهِ |
|
|
حتى شفتهُ يدُ المحبوبِ من سَقَمِ |
واسأل قتادةَ عن عَينٍ براحتِهِ |
|
|
يومَ افتدى من سهامِ الكفر خيرَ فَمِ |
فردها بيمينٍ لا يُرَدُّ لها |
|
|
من صاحبٍ الأمرِ أمرٌ مُكرَمُ الذِّمَمِ |
فليتني كنتُ أفدي وجهَهُ بدمي .. |
|
|
وليتَ عينيَّ ذاقا نظرةَ الرُّحُمِ |
لما اشتكى جيشهُ في الحَرِّ من عطشٍ .. |
|
|
ولاذ بالمصطفى كالزرعِ بالدِّيَمِ |
تفجر الماءُ يجري من أصابِعِهِ |
|
|
حتى ارتوى وتوضا كُلُّ مستلِمِ |
لو لم يكن لرسولِ اللهِ معجزةٌ |
|
|
إلا الكريمُ الذي أوحاهُ ذو الكرمِ |
لأذعنت لكتابِ اللهِ خاشعةً |
|
|
عقولُ أهلِ النُّهى والعلمِ والحِكَمِ |
نورٌ من اللهِ لا تفنى عجائبُهُ |
|
|
وليس يَخلَقُ من ردٍّ ومن قِدَمِ |
من ابتغى في سواهُ الهَديَ أُضلِلَهُ |
|
|
وذاق من حاد عنهُ بأسَ مُنتقِمِ |
وقولُهُ الفصلُ صدقٌ غيرُ ذي عِوَجٍ |
|
|
وحكمهُ العدلُ حقٌ غير مُنقَصِمِ |
وأهلُهُ أهلُ ربِّ الكونِ خصَّهُمُ |
|
|
بالقرب والنور والإكرام والعِظَمِ |
هو اصطفاهم فَوفَّاهُمْ وزادَهُمُ |
|
|
نعمَ الشكورُ بلا مَنٍّ ولا نَدَمِ |
يا رب فاقبل مُحِبًّا في رحابهِمُ |
|
|
يرجو عطاءكَ يا ذا الجودِ والكرمِ |
يا رب صل على المختار سيدنا |
|
|
في كل حينٍ وسلم دون مُختَتَمِ |
وآله الكُمَّلِ الأطهارِ سادتنا |
|
|
منابعِ النورِ والإحسانِ والنِّعَمِ |
وخُصَّ منهم عليا زوجَ فاطمةٍ |
|
|
ربيبةِ الطهرِ أم السادةِ العِظَمِ |
سِبطَيْ رسولِ الورى أكرم بنسلهما |
|
|
فرعِ الحبيبِ إلى الأصلِ الكريمِ نُمي |
أفدي حُسينًا شهيدَ الظلمِ مُحتَـسِبًا |
|
|
وصاحب الصُّلحِ سادَ القومَ بالحِكَمِ |
يا رب وارضَ عن الأحباب كُلِّهِم |
|
|
صحبِ الرسولِ ذوي الأنوارِ والهِمَمِ |
وعن أبي بكر ثاني اثنينِ ضمَّهُما |
|
|
غارُ المحبةِ والإخلاصِ والعِصَمِ |
وعن أبي حفص مولانا وسيدِنا |
|
|
رمزِ العدالة من يخشاهُ كُلُّ كَمي |
وعن شهيدِ كتاب الله تٓـندُبُهُ |
|
|
دماءُ مصحفِ ذي النورينِ والكرمِ |
وعن أبي حسنٍ زوج البتولِ أُفٓــد |
|
|
يــهِ بروحيَ والأموالِ والخُذُمِ |
وارحم من امتدحوا خيرَ الورى مِقَةً |
|
|
وارزقهُمُ النورَ في الإصباحِ والعَتَمِ |
حسّانَ وابنَ زُهَيرٍ من صحابتِهِ |
|
|
والقائدَ ابنَ رواحةٍ أبا الحُزُمِ |
وصاحبَ البُردةِ الميمونُ سيرتُهُ |
|
|
ومن على نهجها قد جادَ بالدِّيَمِ |
واغفر لشيخي فكم للخيرِ أرشدني |
|
|
حتى تسامى لطه مادحًا قلمي |
وارحم أبي صاحبَ الأفضال علَّمَني |
|
|
حُبَّ القريضِ وحُبَّ المصطفى العَلَمِ |
فكُلُّنا لرسولِ اللهِ مُلتجئٌ |
|
|
عساهُ يقبلُنا يومًا من الخَدَمِ |
يا رب هذي ذنوبي لستُ أُنكِرها |
|
|
وأنتَ تعلم ما يخفى من الجُرُمِ |
ذنبي عظيمٌ وظني فيكَ تغفرُهُ |
|
|
وترحمُ الضعف يا ذا الفضلِ والكرمِ |
بل تُبدِلُ الذنب إحسانًا وتُضعِفُهُ |
|
|
بلا حسابٍ ولا حدٍّ ولا ألمِ |
فإن حُبَّ رسولِ اللهِ في كبدي |
|
|
والشوق يلهبني في كل مُنتَسَمِ |
في جيرةِ المصطفى نُشِّئتُ مِن صغري |
|
|
وفي هواهُ تهاوت أدمعي بدمي |
وباسمهِ شَرُفَ اسمي وازدهى فرحًا |
|
|
" وكيفَ لا يتسامى بالنبيِّ سمي " |
لعلني حينَ يبكي الناسُ من فَزَعٍ |
|
|
يضمني في حِماهُ غيرَ منصَرِمِ |
ما ضيمَ من ضَمَّهُ المأمولُ شافعُنا |
|
|
دنيا وأخرى وفي محياهُ في الرَّجَمِ |
فابسط عليَّ جَناحَ الحُبِّ يا أملي |
|
|
ويا شفيعيَ في الدارينِ والدُّهُمِ |
يا سيدي وأجرني كُلَّ ضائقةٍ |
|
|
ما خابَ مَن بكمُ قد لاذ في القُحَمِ |
ما أَمَّكُمْ عاشقٌ يرجو محبَّتَكم |
|
|
بالصدقِ إلا وكنتم خيرَ مُؤتَمَمِ |
ولا استجارَ بكم في ضِيقِهِ وَصِبٌ |
|
|
إلا أَجَرتُمْ وكنتمْ قلعَةَ الكَرَمِ |
وإنني مُدْنَفٌ لا شيء يُسعِفُني |
|
|
إلا رضاكم أيا بُرئي ويا سَقَمي |
فامنن عليَّ بوصلٍ لا يفارقني |
|
|
ولو بجنة عدنٍ فاللقا نِعَمي |
صِلْني حبيبي ولا تَحجُب أسيرَ هوًى |
|
|
عنِ اللقاءِ شهودًا غيرَ مُنكَتِمِ |
وأذن لقبري يكنْ في قُربِ ساحَتِكُمْ |
|
|
قد عشتُ فيها فهلا كان مُختَتَمي |
عسايَ أُبعَثُ يومَ الحشرِ من جَدَثي |
|
|
مُؤَمَّنًا بجوارٍ غيرِ منخَرِمِ |
عليكَ مني صلاةٌ لا انقطاعَ لها |
|
|
في كُلِّ حِينٍ تُرَوِّي قلبَ كُلِّ ظمي |