|
تشظّى بريقُ الرَّاحِ رَوْحًا وبلسما |
فراحَ أليفُ الحبِّ بالزُّهْرِ مُغرَما |
يُشاغلُ بالتطريبِ صهباءَ روحِه |
ليرتاحَ في ذوقِ الطِّلا مُتبسِّما |
فكم شبّ مَوْهوبُ السُّلافِ بكدّهِ |
لِذا شابَهُ عِطرُ المشيبِ مُسـلّما |
وكـاد يُمنّي المُعْرقينَ بمجلسٍ |
بلا موعــدٍ يُرخي الرخائصَ مَـغـنما |
ليرشفَ مسكوبَ الدِّنانِ مولّهــًا |
ويشْري طيوفَ المُحسناتِ تكرّمـا |
يُباكــرُها صـبًّا من الشرقِ رأيُهُ |
لديه مزاجٌ يبسط الكَـرْمَ مَعـجـمـا |
تمايلَ شِرِّيبًا من الأنسِ مُسرفًا |
كما لـذّةٍ نبّـاذةٍ تمـلأُ الحِـمى |
تنادمـه همسًا ظِباءُ جنائبٍ |
غِناءُ هواهـا يسحر الجِنَّ في السَّــما |
إذا جئتُ أُصغي تقتفيني وساوسًا |
وإن رحتُ ألهو لا تمَلُّ تهكّـما |
فيجعلها صِرْفًا مُضيءٌ حَبابُها |
يودّ التزامـًا ، يمزجُ الماءَ بالدِّمـا ! |
فيا لائمي عتّقْ ، وأغرقْ رقائقي |
جراحي من الوجدانِ أهدتكَ أنجما |
تداويتُ من سُكر المصائبِ بالهوى |
فلا الأخذُ واسى ، لا العطاءُ تكلّـمـا |
وأجهدْتُ أحوالي بوئدِ سفائني |
مَسيري من الإيثار يمتاحُ سُلّما |
فما الريحُ تشكو والنَّدامى تسوّروا |
ونالوا ارتياحًـا ، ثمّ وهْنًــا وعلقما |
فهذا صريعٌ في فؤادي مُدامُهُ |
وذاك عبيرٌ سائلٌ مُقلتـي فمـا |
على عتبات الشِّعر فكري مُبلبلٌ |
متى عُدته قد عادني الحِسُّ مُحْرِما |
تعلّلَ دهرًا في اصطحابِ رفاهتي |
فلا كان لبّاسًــا ، ولا بَــرَّ مُقســِـــمـا |
إلى ملتقى ريفِ الحنينِ يردّني |
فأبكى حروفًا ، ثمّ أورثني العَمـا |
تشظّى حزينًا ، وَيْكأنَّ مُقامَنا |
بغير مَقامٍ يسلبُ العقلَ مَعْلمـا |
رأى رؤيةً فيها سموّ خِلالِهِ |
فبات على الإيقاع يعــدو مُنغِّمـا |
تناسى بأنّ الكأسَ بَدْءُ شواردٍ |
وغير بعيدٍ تجعلُ الوَرْدَ أبكما |
وأنَّ زمانَ اللغوِ ما كان نافعًا |
حصيفًا ، وإن أوهى المكارهَ مُلهَما |