كم ( لا مكانَ) أتت حيرى لإخراجي
من عالمٍ أسعدَ الدنيا بإبهاجي
وكنتُ أرقصُ للدنيا بما رحبت
فتسلك الأرض والأيامُ منهاجي
فرُحتُ بعد ضياع العمر في لهثٍ
بمرشديَّ - وقد أُقصيتُ- أدراجي
كأنني ما تمادت خطوتي عبثاً
في التيهِ تهبطُ أكواني بأبراجي
أستاكُ بالصمتِ ما أفطرتُ من ظمأي
فما أمجُّ وقد لاكوا بإحراجي
وقد طوتني الليالي في غياهبها
ولفها في فضاءِ التيهِ معراجي
وسودُها ترتمي بي فوق كلكلها
وفي متاهاتها كالبحر موّاجِ
وبيضها تسلك الإنصاتَ هازئةٌ
وجرَّني خلفها وهمي لإدراجي
وفي الدروب خُطايَ العاثراتُ كبَت
أفواجها تلتقي رُغمي بأفواجِ
فراحَ يندبني في كل جارحةٍ
حزنٌ يقيِّدُ في أوصافه الشاجي
تمضي الليالي وتمضي وهي صامتةٌ
إن جادها النطقُ قالت: كيف إبلاجي؟
ماتت لترتاح؟ كلَّا بل أقول مضت
لِلَّا مكان أ يأتي عندها الراجي ؟