|
مِنْ صَدْرِهِ المَكْلُومِ فَجَّرَ حِصْنَهْ |
|
|
فَارْتَدَّ صَوتُ صَدَاهُ يَحْمِلُ حُزْنَهْ |
وَمَضَى يُفَتِّشُ فِي دُرُوبِ شَقَائِهِ |
|
|
عَنْ وُجْهَةٍ مِنْهَا يُغَادِرُ سِجْنَهْ |
وَعَلَى جَفَافِ يَبَابِهِ نَثَرَ الدَّمُوعَ ... |
|
|
لَعَلَّهُ يَومًا يَرَاهَا جَنَّةْ |
لَكِنَّهُ اسْتَوفَى البُكَاءَ وَلَمْ تَزَلْ |
|
|
مِنْ عَينِهِ الأَحْزَانُ تَسْكُبُ مُزْنَهْ |
حَتَّى الأَمَانِيْ حُرِّمَتْ فِي شَرْعِهِ |
|
|
مَا حَازَ مِنْهَا وَاجِبًا أَوْ سُنَّةْ |
وَيَخَافُ يَتْبَعُهَا فَتَرْفَضُ أَنْ تَجِيْءَ ... |
|
|
لَهُ كَمَا ظَلَّتْ تُخَيِّبُ ظَنَّهْ |
مَالَتْ بِهِ الأَقْدَارُ لَكِنْ لَمْ يَمِلْ |
|
|
فَمِنَ المُحَالِ الفَقْرُ يُرْخِصُ شَأَنَهْ |
وَلِأَجْلِ مَا سَلَبُوهُ أَعْلَنَ حَرْبَهُ |
|
|
ضِدَّ الرَّغِيفِ وَمَنْ أَرَادُوا دَفْنَهْ |
مُتَمَسِّكٌ بِالصَّبْرِ يَحْمِلُ رُمْحَهُ |
|
|
لَوْلَا انْصِرَاف رَغِيفِهِ مَا سَنَّهْ |
فَهُوَ العَزِيزُ بِرغْمِ قَسْوَةِ عَيشِهِ |
|
|
مَا كَانَ يَرْقُبُ مِنْ لَئِيمٍ مِنَّةْ |
وَهُوَ الذِي اتَّخَذَ التَّجَلُّدَ حِمْيَةً |
|
|
لَمَّا رَأَى الدُّنْيَا أَرَادَتْ طَحْنَهْ |
حِينَ ارْتَضَى بِالفَقْرِ يَمْضَغُ جَوفَهُ |
|
|
لِيَقُولَ رَغْمَ اليَأسِ صَومِيَ جُنَّةْ |
وَمَضْى كَرِيم القَدْرِ مُتَّزِن الخُطَى |
|
|
لَا شِيءَ غَيرَ الجُوعِ يِمْلَأُ بَطْنَهْ |
لِيعَاوِدَ الأَحْلَامَ يَرْسُمُهَا كَمَا |
|
|
ظَلَّتْ تُرَاوِدُهُ وَتَسْكُنُ حُضْنَهْ |
مُتَمَنِّيًا لَوْ أَنَّ يَومًا حَظُّهُ |
|
|
مَعَ سَطْوَةِ الْحِرْمَانِ يُعْلِنُ هُدْنَةْ |
حَتَّى إِذَا افْتَرَشَ التُّرَابَ وَعَينُهُ الْــ |
|
|
تَحَفَتْ بِعُمْقِ سَمَاهُ أَغْمَضَ جَفْنَهْ |