|
أَتَيْتُ بِلاَ جَوَادٍ أَوْ عَبِيِدِ |
أَشُقُّ الدَّرْبَ حُرّاً فِي قَصِيِدِي |
وَلاَ تَاجاً عَلَى هَامِي يُضَوِّي |
وَلاَ سَيْفاً بِكَفِّي مِنْ حَدِيِدِ |
فَإِنِّي أَرْكَبُ الأَشْعَارَ زَحْفاً |
لِتَحْبُوَ أُغْنِيَاتِي فِي وَرِيِدِي |
وَمَرْكَبَتِي شُعُورٌ حِيِنَ يَجْرِي |
يُطَيِّرُنِي لِمَنْفَايَ الْبَعِيِدِ |
هُنَاكَ يَكُونُ قَصْرِي وَالْجَوَارِي |
حُرُوفٌ تَنْحَنِي لِيَدِ الشَّرِيدِ |
تُقَبِّلُنِي فَأَلْقَانِي بِعَرْشِي |
أُزَيِّنُهَا بِفَيْرُوزٍ فَرِيِدِ |
وَأَرْفَعُ صَوْلَجَانِي ثُمَّ أُرْخِي |
لِتَرْقُصَ تَحْتَ أَمْرِي فِي نَشِيِدِي |
حُرُوفِي يَا زُهُورَ الرَّوْضِ هِزِّي |
غُصُونَ الشِّعْرِ فِي حَقْلٍ نَضِيِدِ |
وَمِدِّي يَا شُرُوقَ الشَّرْقِ مِدِّي |
شُعَاعَ الشَّمْسِ فِي بَيْتٍ حَمِيِدِ |
فَإِنِّي أَعْشَقُ الْبُسْتَانَ صَحْواً |
لِيَنْسَكِبَ الرَّحِيِقُ عَلَى بَلِيِدِي |
لَعَلَّ الْكَأَسَ تُدْهَقُ بِالْمَعَانِي |
لِيَمْتَزِجَ الْجَمَالُ مَعَ الْعَقِيِدِ |
أَسُمَّارَ القَصِيِدَةِ رَدِّدِيِهَا |
قَوَافِيَّ الْحَيَارَى ثُمَّ عِيِدِي |
مِنَ الْيَنْبُوعِ قَلْبِي هَاكِ مِزِّي |
وَشِفِّي مِنْ حَنَانِي وِاسْتَزِيِدِي |
وَطَرَّيْ أُمْنِيَاتٍ مُدْلَهَاتٍ |
تُغَمْغِمُ فِي فُؤَادِي كَالْوَلِيِدِ |
لَعَلَّ الطِّفْلَ يُولَدُ فِي سَلاَمٍ |
يُسَلِّمُهُ الْمَخَاضُ بِلاَ صَدِيِدِ |
بِهِ الأَحْلاَمُ تَبْدُو مُشْرِقاتٍ |
تُلأْلِؤُنِي صَفَاءً فَوْقَ جِيِدِي |
وَتَكْبَرُ أُمْنِيَاتِي مِلْءَ صَدْرِي |
كَذَا وَالطِّفْلُ يَرْضَعُ مِنْ جَدِيِدِي |
إِلَى الْجَوْزَاءِ يَسْطَعُ مِثْلَ نَجْمٍ |
يُبَشِّرُنِي بِمِحْرَابِي العَمِيِدِ |
إِذَا اجْتَازَ الْمَشَاعِرَ فِي التَّلاقِي |
تَدَثَّر بِالثُّرَيَّا كُلَّ عِيِدِ |
وَإِنْ سَطَعَ الْهِلاَلُ بِمَرْجِ عَيْنِي |
فَإِنَّ البَدْرَ يَسْرَحُ فِي رَغِيِدِي |
إِذَا النَّجْمَاتُ لا تَضْوِي بِأُفْقٍ |
فَضَوْءُ الرُّوحِ فِي أُفْقِي الْمَدِيدِ |
قَوَافِيَّ السُّكَارَى ذَوِّبِيهَا |
حِكَايَاتٍ يُغَلِّفُهَا جَلِيدِي |
وَهَاتِي مِنْ قَرِيحَتِهَا خَيَالاً |
بِأَسْرَارٍ يُخَبِّرُهَا خَرِيدِي |
لَعَلَّ الْعَقْلَ يَكْشِفُ مِنْ جِنُونِي |
رَزِينَ الْفِكْرِ فِي الْحِسِّ الطَّرِيدِ |
عَسَانِي فِي الإِيَابِ أَحُطُّ رَحْلِي |
بِبَيْتٍ دُونَ سَيْفٍ أَوْ عَبِيدِ |