اليوم سأدفنُ أسراري
و أداوي القلبَ بأشعاري
لا يجدي العيش على أملٍ
أحرقني ظلماً بالنارِ
نارُ الأحزانِ تُعذبُني
و الهجرُ بدا كالمنشارِ
يقطعني إرباً لم يرحم
احساسي بل حتى قراري
الهجرُ عذاباً يسقينا
و يدورُ بنا كالدّوارِ
إن قلت هيا زمني مهلاً
سيثورُ كرعدِ الاعصارِ
هذي الدّنيا لا تبغينا
نحيا فيها بلا اخطارِ
لولا خوفي لولا حذري
من هولِ عذابِ الاقدارِ
لهجوت حياتي و ما فيها
و قطعت سبيلَ الاعذارِ
و محوتُ التّأريخَ بدمعٍ
يسقيني كهطلِ الامطارِ
و زرعتُ الحبَّ بلا كذِبٍ
ليفوحَ كعطرِ الازهارِ
و ركبتُ النّهرَ إلى هجرٍ
و بعكسِ مسيرِ التّيارِ
بغدادُ تُودعني ليلاً
و ترحبُ أرضُ الانبارِ
لتعانقَ عيني أشجاراً
و أنام سعيدا في الدّارِ
كي أنسى وجعاً أرهقني
و أعيدُ زمانَ الأخيارِ
ثامر النمراوي