طيبـى بأَرْضٍ فى الهوى مَهْجورةٍ
وَتَجَلَّـدى يا نَفْـسُ عِنْدَ بلائـى
كَمْ كانَ مِنْ عاصٍ لِأَمْرٍ فى الهوى
أَلْقـاهُ حاكِمُـهُ مَـعَ الغُـرَباءِ
فَنَديمُـهُ فى الوَجْدِ لَيْـلٌ سامِـرٌ
لا يَرْتَضـى سَمَرَاً مَعَ النُّدَماءِ
وَلَقَـدْ ذَكَرْتُكِ وَالمَسَاءُ مُداهِـمٌ
والباسِقاتُ مِنَ السّحابِ إزائى
سودُ الطلائعِ قّدْ أَتَيْـنَ بِظُلْمَـةٍ
فَوَقَفْـنَ بَيْـنَ نواظِـرى وَسَمَائـى
أَدْمَيْنَنـى بِدُموعِـهِنَّ تَحَسُّـرَاً
فَكَأَنَّهُـنَّ نَزَفْـنَ دَمْـعَ رِثائـى
وَلَقدْ ذَكَرْتُكِ فـى هواجِسِ غُرْبَتى
بَيْـنَ الصَباحِ وَظُلْمَـةِ الإمْسـاءِ
عِنْدَ اكْتِنافِ الشَّـوْقِ نَحْرَ جوانِبى
وَحَنيـنِ قَلْبـى للسَّنا الوَضَّـاءِ
عِنْدَ الخُلـودِ إلـى مَنامٍ عابـِرٍ
وإذا أَخَذْتُ السَّيْـرَ فى أعْبائـى
بَيْنَ الربوعِ وفـى ثنايا وِحْدَتى
باسْمِ الهوى, يا أجْمَلَ الأسْماءِ
ولقد ذَكَرْتُكِ والحَنينُ مُعاتِـبٌ
سَهْـمٌ يُعيدُ الكَـرَّ فى أحْشـائـى
والدَّمعُ فى عَينىَّ أصبحَ حائرًا
بَيْنَ الظُهـورِ وَقَسْوَةِ الإخْفـاءِ
ولقد ذَكرْتُكِ والحِسانُ كواعِبٌ
حَوْلى وما فى القَلْبِ أىُّ نِساءِ
لو جازَ غَيْرُكِ أنْ يَكُنَّ بِنِسْوَةٍ
أو يَسْتَمِلْنَ القَلْـبَ بالإغْـواءِ
إنَّـى أسـيرٌ فى هواكِ مُقَيَّـدٌ
وَعَجِزْتُ عَنْ دَفْعِ الهوى بدوائى
ولقد ذكرتُكِ والقصيدةُ فى يَدى
تَشْكـو إلـىَّ تَجَلُّـدى وَجَفائـى
لَمّا كَتَبْتُ الحَرْفَ سُلْواناً لَكـِ
سالتْ دموعُ قصائدى بِدِمائـى
فَالشِّعْـرُ لَـمْ أَعْرِفْ إلَيْهِ مَسَالِكاً
إلّا بِوَصْفِ صَبَابَةٍ وَلِقـاءِ
وَقَصائدٍ قَدْ كُنْتُ فيكِ كَتَبْتُها
وَمَكَثْتُ بَيْنَ جِنانِـها الغَنَّـاءِ
الْيَوْمَ أَمْسَـتْ للضَّوارى مَسْكَنَاً
وَتَزَيَّنَـتْ بِرياحِـها الهَوْجـاءِ
ذَبُلَتْ وُرودُ الحُسْنِ بَيْنَ مروجِها
وَتَساقَطَـتْ فى اللَيْلَةِ السَّـوْداءِ
فيـكِ المُدانُ إذا أَرَدْتِ تَظلُّمـاً
وَأنا المَدينُ إذا فَرَضْتُ قضائى
ضُمَّى الحُروفَ إليْكِ مِنْ بُسْتانِها
ثُمَّ اجْمَعـى مِنْ بَيْنِها أشْلائـى