أنا والشعر
الشعرُ يسافرُ في بدني
كالحمى يلذعُ أنحائي
يجري مجنوناً بدمائي
ويحاصرني
حتى في غمرة أحلامي
لا يتركني أهنأ يوماً
ليثيرَ غبار الآلامِ
عبداً أصبحتُ بأمرتهِ
وفقدتُ ربيعي وشتائي
...
فكّرتُ وقررتُ قراري
أن أقتل كلَّ الأشعارِ
أحرقتُ جميعَ الأوراقِ
حطمتُ محابر أحباري
ورميتُ بكلّ الأقلامِ
وقتلتُ الشعرَ قتلتُ الشعرَ بإصرارِ
....
ماتَ الشعرُ
ودفنتُ جميعَ الأشلاءِ
وتنفس ليلي ونهاري
لا ليلى فيه ولا سلمى
لا شيءٌ يشغلَ أفكاري
عشتُ سعيداً
أسعدُ من كل السعداءِ
لكن الشعر بدا يصحو
ينضحُ من كل الأنحاءِ
مع أنفاسي
من بين حنايا أضلاعي
فرأيتُ بأني ممسوسٌ
بالشعرِ ولن أنجوَ منه
إلا برحيلي وفنائي
.......