بريق المرافئ
ــ
شعر : علي مصطفى عزوزي
ــ
على أي أوتار المنى أنت عازفُ
وكل قديم من جراحك نازف
مرافئ باق من قديم بريقها
لشخصك أشباح حديث وسالف
فهل أنت من أمسي أريج عواطف
يثير سراب الشوق والشوق زائف
أم البحر أغرى قاربا لك هائما
يداري عباب الموج والمد جارف
كأنك في الأسفار محض خواطر
تعانق دفء الشمس والظل وارف
وقد جئت في الدنيا وفكرك هادئ
فكيف أثارته الرياح العواصف
وما ولدتك الأم في الأرض حائرا
وها أنت ملتاع حزين وخائف
تراجع فحوى الذاهبين من الألى
فتأتيك من بعض الظنون معارف
تعيدك للحب القديــم فترتقي
بسلمك المشبوه والقلب عاكــف
ــــ
أتسألني عما إذا كنت كاتمــا
من الوجد ما لم تبد مني العواطف
نعم فالعطايا من شريد حظوظها
يكبلني منها تليــد وطــارف
تبادلني ليلى سخــاء عيونهــا
ومثلي ـ على خوف ـ تراه يجازف
تُحالف عيناها هزيـــل إرادتي
وقلبيَ صــداح : لَنعـم التحـــالف
فهل سجنهــا المحتــوم دار إقامــة
لمثلك راض بالقيـــود وآســــف
بقايـا من الأقــدار فينا نـوازع
نُجـر إليهـا عنــوة أو تصـــادف
فهل أنت يا ليلاي خالص حيرتي
أتتني بجنح الليل منك الهواتف
أم القـدر المكتوب قبل ابتسامنا
تطـوف علينا منه سـرا لطائـف
ليصنـع درب الناشئيـن ربيعُنــا
خـلائـق تتلونا .. ونحن خلائـــف
ألا فاستعيدي في الفصول تجـددي
خريفي ربيـع أم شتائيَ صائــف
فما الأمن إلا أن تقيــم بحضنهـا
نهـارك يمضي والليــالي روادف
تجــدد فإن القـلـب يحيــا بإلفــه
ويسقـي شغـاف الـروح ما هوآلـف
وهلا استثرت العزم بعد استراحة
من السـفر المضني فما الحـظ واقـف
***