أطال البحث عن كنزه الأزلي ، يفتش طويلا من الفجر و حتى الغسق .. و عند حافة الشاطئ وجده ، فإذا به يتأمل ظلها الجذاب بينما تسطر النجوم قصته الأسطورية فوق صفحة البحر ، اقترب منها ذات موعد ليفصح عن رغبته الطاهرة فأومأت بالرضا ؛ و انبثقت الوعود من أنفاسه بتكريس حياته لها ، و يذوب قلبه الحجري في نبض شرايينها .
دخل البيت من بابه متمنيا أن يخلع عليه ثوب الجذل و يتوجه ملكا على مملكتها لكن توسلاته المستميتة في رفع حواجز الألقاب الفخمة لم تلق مبتغاها ، متجاوزا ألم الرفض مرة تلو الأخرى ..يجدد الطلب إلى أن حدثت مشادة عنيفة مع أبيها ..
وعند الغروب حملتها خطواتها المتسارعة إلى حيث الصخرة الناتئة تبحث عن حبيبها ، فما دَلَّها عليه سوى أسراب النوارس و قصاصات ورق لم تبتل ، قرأت فيها هذه العبارات المتناثرة ( حين عرفتك ؛ عرفت معنى السعادة ).