لاتفرحي كثيرا عندما أقول أحبك ..
فعندها أعلن لك انني وجدت أخيرا من أشكو اليها من البشر ..
وجدت جسدا ضعيفا قلبه اكبر منه القي عليه ملايين الهموم التي ورثتها كابرا عن كابر ..
واستغرب اني اعلم انك ستتحملين . ..
أعلم أنك عاجزة عن فعل أي شيء ..
ولكن من طلب ذلك؟
هل يطلب الميت من أحد أن يكفنه .. والفضل هل يكون إلا لمن يفعل؟
هل تطلب السمكة من الصياد أن يصطادها ؟
وهل يكون الفضل إلا لتلك السمكة التي جبرت بخاطر سنارته الملقاة على قارعة الماء حتى لايعود خالياً إلى عائلة تنتظره بعد صبر وامل.
ألا ترين اليها كيف تضحي بنفسها من اجلهم ؟ ما ادراك انها تعلم انها ذاهبة لاستشهادها وهي تعلم الثمن ؟ من سألها ؟ ومن فكر بمفهومها المطلق ؟
الفضل لك يا سيدتي .. لانك من تدفع ثمن حبي وتستمع إلى شكوى لا يرغب أحد بالإستماع إليها .. ولا يعبأ بها أحد. ولا تهم احدا سواي ... وأخيرا سواك .
ليس هناك أصعب من بث الشكوى..
لأننا لا نبثها إلا لمن نحب..
نحبه .. نشكو إليه.. اي نطلب منه أن يتحمل سماع همومنا.. نزيد اعباءه.. نثق به.. نحبه أكثر. وهكذا..
كلما زاد حبنا.. زادت الشكوى..
وكلما زادت الشكوى زاد حبنا.
انني ايتها الطيبة ادور معك في حلقة مفرغة .
فاجد نفسي أشكو اليك لانني احبك .. واحبك لانني أشكو اليك
كيف يستقيم الأمر إذن ؟
.