دعني أضمُّكَ للوداع!
في رثاء ابن صديق لي قضى في حادث سير!
ألأنَّكَ الغصنُ الرَّطيبُ بجنّة ملآى بحبّاتِ
القلوبْ
ما أكثرَ الأغصانَ في قلبي التي
جفّْتْ
فتساقطتْ دونَ انقطاعٍ في
المغيبْ
وظللتُ أرقبُها تغيبْ
وتساقطتْ منّي
السُّنونْ
أرحلتَ تترُكني وحيداً غربةَ الأوطانِ والأحزانِ في بحري
العميقْ
أصبحتُ وحديَ المجدافَ أمخرُ في الأفقِ
البعيدْ
هل قاربي يحتاجُ مجدافينِ قطُّ أنا
وأنتْ
فنقلِّبُ الدَّيجورَ في نوءِ البروقِ ذُبالةُ القنديلِ جفَّ بها زيتُ
الرَّحيقْ
فلعلَّكَ الشمسُ العتيقةُ في دمي ولعلّلكَ الوجهُ
العتيقْ
البحرُ فوقي من
دموعْ
والبحرُ تحتي من
هديرْ
كيف ارتحلتَ إذا رحلتَ بشمعةِ العشرينَ من زمنِ
الشُّعاعْ
فكم اختزنّا من شموعْ
وكم انتظرنا في شموسٍ من
طلوعْ
يا أيُّها العاقُّ
الوحيدْ
مهلاً فإنَّكَ لم تقمْ حتّى بواجبِ
والدِيكْ
كيفَ ارتحلتَ ولم يفتْ فصلُ
الرّبيعْ
والشمسُ في وهجِ الضُّحى والظلُّ تحتي لم
يمتْ
أجعلتَ خطَّ الاستواءِ
لينتظرْ
أجعلتَ مشتاقاً يفيقُ على الرُّؤى حتّى يزفُّكَ للعروسِ إذا
رأيتْ
قفْ يا قليلاً كي أُقبِّلَ وردةً أو وردتينِ شقائقَ النُّعمانِ في خدَّيكَ
قفْ
دعني أضمُّكَ للوداعِ وقبلتي عندَ الرَّحيلِ والالتياعِ ودعوتي لكَ رحمةٌ طوفَ الجنانِ وحورُ ما بعدَ الرِّضى في اللهِ أن يرضى
عليكْ