المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده فايز الزبيدي
بارك الله فيك
د.ضياء الدين، وفقك الله
الجزري عرف القراءة السليمة بأنها ما وصلتنا بسند صحيح وموافقة لوجوه النحو و الرسم العثماني
و ما خالف يحكم بشذوذه ولو جاء من السبعة و ابو جعفر ليس من السبعة بل يدخل في العشرة ،يقول الجزري:
و كلُّ ما وافق وجه النحوِ = و كان للرسم احتمالاً يحوي
و صحَّ إسنَاداً هو القرآنٌ =فهذه الثلاثة الأركان ُ
وحيثما يختل ركنٌ أثبتِ =شُذوذهُ لو أنَّهُ في السَّبْعةِ
وهذه القراءة تخالف قواعد النحو وقال عنها العكبري :
(وقرئ بضمها ،وهي قراءة ضعيفة جدا ،و أحسنُ ما تحمل عليه أن يكونَ الراوي لم يضبط على القارئ ، وذلك أن يكونَ القارئ أشار إلى الضم تنبيهاً على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ، ولم يدرك الراوي هذه الإشارة )(التبيان في إعراب القرآن ، ص: 23 )
و تفسير كلامه هكذا:
للملائكةِ ، و بعدها : اُسجدوا
وفي الوصل تسقط الهمزة المضمومة ،
و يؤيد هذا الكلام ما تجده في الكتب التي تتحدث عن رواية أبي جعفر فمثلا يقول توفيق ضمرة فيما نحن فيه :
أي في حالة الوصل تضم و هذا ما عناه العكبري بقوله ( أن يكونَ القارئ أشار إلى الضم تنبيهاً على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ، ولم يدرك الراوي هذهالإشارة )
أما الإعراب فكما فهمتُ مما سبق:
أن في الوقف لا تضم فلا إشكال
و في الوصل تعرب على أنها مجرورة و الضم تنبيها على حركة الهمزة المحذوفة وهذ المحمل الذي حملها عليه العكبري في كلامه الذي سقته لكم آنفا.
والله أعلم
__________
أخي الفاضل عبده فايز الزبيدي
أبو جعفر من القراء العشرة الذين أقر روايتهم ابن الجزري وروايته هذه من القراءات المتواترة وهو شيخ الإمام نافع المدني ، وقراءته لاتخالف النحو طالما أن الأمر صوتي مبرر وقد وردت فيه الرواية المتواترة ، وأكثر الذين وجهوا قراءته يعتبرون حركة التاء تابعة لحركة الحرف الثالث من الكلمة التالية ( اسجدُوا)، وأشار بعضهم إلى أن ضمة التاء تدل على حركة همزة الوصل فيما لو ابتدأ بها القارئ.
بارك الله بك وجزاك خيراً ولك الأجر والمثوبة.