السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قفي واصفعي غيضاً خدودَ العواصفِ
ولا تنحني والناسُ عند المواقفِ
قفي واكتبي ما شئتِ مما أردتِهِ
ومستقبلُ الأيامِ بيضُ صحائفِ
ولا تفتحي للأمسِ ذكرى مطلةً
فما أبقت الذكرى دموعاً لذارفِ
ولا تدعي للإنتظارات مقعداً
ولا تسمعي لليائسين وجازفي
دعي غدَكِ المجهولَ ينهي حكايةً
لشهقةِ مفجوعٍ ورعشةِ خائفِ
غداً سوف تحلو للسرابِ مياهُهُ
وتملأُ ملءَ الجودِ كفاً لغارفِ
غداً يستقلُّ الظلُّ أصلاً بنفسهِ
وترتفعُ الأصداءُ صوتَ قذائفِ
وتنتفضُ الأطيارُ من كلِّ بقعةٍ
لتعلو وتشدو فوق هامِ المشارفِ
فما كانت الدنيا لقومٍ وإنما
خلائفُ أقوامٍ وراءَ خلائفِ
لعلَّ وراءَ الليلِ شمساً مُطلَّةً
وخلفَ انعطافِ الدربِ أمناً لراجفِ
كفاك ارتجافاً أيها الشمعُ وانتصبْ
فما اسطاعَ أن يُخفيك ليلُ المخاوِفِ
أطلَّ بعيداً عن حدودِك واتسع
كما اتسعت في الأفقِ ألحانُ عازفِ
ووقفةُ شوكٍ تحت أقدامِ واطئٍ
أعزُّ من الأزهارِ في كفِّ قاطفِ
فلم تتركِ الأزهارُ ذُلّاً لـمُطرقٍ
ولم تتركِ الأشواكُ عزاً لواقفِ