|
سأقيــمُ عـنـد مشارفِ القَمَــــرِ |
في خـيمــةٍ للشعــر والـــوتر |
فهـناك أيامـي .. شــذىً وندىً |
تنسابُ مثلَ نسائــــمِ الزَّهَـــــرِ |
وهــناك أحـلامي .. مجنّحــــةٌ |
جــوّابـــةٌ في عـالـــم الطُّهُـــرِ |
أرنو وأصغي .. ذائباً دهشاً |
للكــون في نــوم وفي سَهَــرِ |
ولربّـــما زارتْ مـــلائكـــــــةٌ |
تُهــــدي إلـيّ روائــــعَ الـدّررِ |
أو راح يطربُها الحديثُ معي |
فأتـتْ مـع الإمســـاءِ .. للسّمــرِ |
أو للتجـوّل في الفضـاء على |
ريش ( الـبراقِ) الناعـمِ النّضرِ |
تمضي الثواني ، لا يدنّســها |
شيءٌ ، ولا تشكـو من الضّجـرِ |
ريّانة بالحُسْــنِ ، أسكــــرها |
عـذبُ النشيدِ .. وفاتنُ الصّـورِ |
ما عــدتُ أحتملُ البقــاء هـنا |
إني شقـيتُ بصحبــة البشـــرِ |
صاحبــتُ أكـثرهمْ ، فما أنسـتْ |
روحي بـهمْ في الحـلّ والسّفــرِ |
حاولتُ .. كم حاولتُ أهضِمُـهُمْ |
لكـــنّ ألينــــهمْ كــما الحـجــــرِ |
قبلاتــــهمْ ممـــزوجــــةٌ بــــدمٍ |
وكأنّــــها الطعنــــاتُ بالسُّمُـــرِ |
(إبليسُ) علّمهمْ ..، ومن عَجَبٍ |
فاقــــوه في شــــرٍّ وفي أشَــــرِ |
كــم راح يسألـــهمْ فنــــونَ أذىً |
وطــرائقاً تَهــــدي إلى سَقَـــــرِ |
جادوا عليــه بالجـــديد ، ومـا |
بخلــتْ يــدٌ في العسْــر واليُسُــرِ |
لو ملّ ( إبليسٌ ) ، وقال : غداً |
سأتــوبُ ..، ما تابوا مـدى العمـرِ |
لا يتركــــون الشـــرَّ ، أدمنـــه |
دمُهُمْ ، كـما الأفيــــون والأبــــرِ |
إني لفــي عَصْرٍ بلا خُـلُــقٍ |
متوحّـشٍ ، من أجهل العُصُرِ |