المُسابَقة
نظّمَت جمعيّةُُ نِسائيّةُُ مُسابقََةَ "أجملِ حِليةٍ". تضُمُّ عدَدا مِنَ المُتباريات. وقد حُدِّدتِ المُدّة لِتقديم المُنتَجاتِ في أسبوعَينِ على أن يتم ذلِك في حفلٍ يحضره مدعُوّونَ مِن مُختَلف الشّرائحِ الاجتماعيّة وشخصيات مُتميّزة .
خِلال هذِه الفترة، عمِلت متباريَةٌ مُتَمَيّزةٌ ما بِوُسعها لتبتكر تصميما مُتَمَيزا.بحَثت في الكُتُب والمجَلات واستعانت بالشّبَكة العنكبوتية. جمعت تصاميم عِدّة اختارت مِنها ما نال إعجابها و راقها و وجَدته مُتَمَيّزا و فريدا.
ذهَبت إلى السّوق، فاشترت الخرَزَ و الأدَوات اللازمة لتركيبه، ثمّ شرَعت في عمَلها الذي استغرق وقتا طويلا، و سهِرت اللّيالي مع كثرة المُحاولات.
وعندما انتظمت خرزاتها في صورة جميلة ؛ عرَضتها على المُحيطين بِها لِترى انطباعَهم عنها، فأُُعجبوا بها، و قدّروا موهبتَها، فشَعرت بِفَخر وسعادة و ثِقة عالية.
جاء اليومُ المُحَدّد؛ وضَعت جواهرَها في عُلبة عادية. ثم انطلقت نحو الجمعية. و كان أوّل شيء لفَت انتباهَها هيَ العُلَب التي تحملها مُنافساتها، فقَد كانت جميلة و أنيقة، ممّا جعَلها تشعر بالحرَج في إظهار عُلبتها.
أخَذت مكانها بَينهُنَّ، و كانت بين الفينة و الأخرى، تنظر إلَيهِنّ. لكِن أغلبهُنّ لم يُعِرنها أي اهتمام. بينما أخرَيات كُنّ يتهامسْنَ ساخرات منها. اقتربت منها فتاة، و طلَبت مِنها حليتها. ؛ فـــما أنْ رأتـــهــا حتّى ارتسمت على وجهها علامة استهزاء قائلة لها : إنّها عادية ولا تضيف أيَََّ جديد.
في هذه اللحظة، تقَدّمت أخرى فمدّت يدَها إليها . و أخَذت بعضا مِنها. ذُهِلت من تصَرفها، و لم تستطع منعها، و كُلُّ ما فعَلته هُوَ أنْ أخفت عُلبتها عنِِ الأنظار...
بدَأت المُسابقةُ، وشَرَعت كُلََّ مُتَنافسة في عرض ما صنَعته و كانت أثناء ذلك تنتقص من قيمة منتجها ، و تتَخيّل أمورا غريبةً: كلهن يسخرن منها و اللجنة تنتقدُها. فانسحبت و تراجعت إلى الوراء.
لمّا حان دورُ التي سرِقت مِنها بعضَ جواهرها (و قد علِمت مِن قبل أنّها لم تُصَمم شيئا مِن شُغل يدِها) قدّمتها ووصَفتها أحسن وصف و تحَدّثت عن مُعاناتها و مجهودها في إتمام ذلِك!!!
صفّق لها الجميع. ولقّبوها بأحسن مُتَسابقة لأجمل حِلية!
في ذاك الحين تمّنت لو أن الأرض انشقّت و ابتلعتها. فدخَلت في دوّامة اللوم و الشُّعور بالذّنب تُجاه نفسها. فكانت تصرخ بداخلها: هذِه جواهري ، و أنا التي صمّمتها. لكِن لِسانها ظلَّ أخرسَ و رِجلاها حمَلتاها خارج مقر الجمعيّة. ذهَبت مُسرعة إلى بيتها، و داخلَ رأسها تكَونت سِلسلةٌ من: "لوْ" و "كان يجِبُ" و "ما حصَل لم يكُن ليحصُل"...