6- أحرف القافيه: كما ورد في كتب القدامي واوردها هنا للعلم والفائده لانها توضح وتشرح الكثير من اخطاء القافيه التي يقع فيها أغلب الشعراء وربما أحسوا بالخلل هذا سماعاً ولكن بدون قدره لديهم على تفسير هذا الخلل علمياً...
هي خمسة أحرف على أصح الأقوال: التأسيس , والردف, الروي, والوصل ,والخروج.... ولها تطبيقات كثيره جداً وضوابط لا تحصى ليس بالإمكان شرحها هنا ولكن نستطيع تطبيقها علي أي أمثله تطرحونها هنا. الروي: هو الحرف الأهم وهو ما تبنى عليه القافيه. ويكون حرف الروي في اخر القافيه في حالة السكون كما أسلفنا بالذكر. وقد يكون الحرف قبل الأخير أو يكون بعده حرفان , وهما حرف الوصل والخروج. مثال: من واحد جابها للسوق "جالبها" و "مقاضبها" و " شايبها" فالباء هنا هو حرف الروي, والهاء هو حرف الوصل والألف حرف الخروج.
إذا في هذه الحاله فإن القافيه علي ثلاثة احرف, وهي الباء والهاء والألف, وتسمى في الشعر النبطي " قافية إبها" . ولكن هناك أمر مهم جداً وحساس في هذه القافيه,
ولنستعرض جميعا القوافي مرة اخري: جالبها , مقاضبها , شايبها,
ونلاحظ بأن هناك حرفين أخرين سبقا حرف الروي , وهما الألف واللام في جالبها , والألف والضاد في مقاضبها , والألف والياء في شايبها ؟؟؟
فماذا نسمي هذه الأحرف ياترى؟؟ وهل هي ملزمه للشاعر ؟
نسمي حرف الألف : حرف تأسيس او التوجيه , ونسمي احرف اللام والضاد والياء احرف دخيله او رديفه.
وهناك لبس كبير في معرفة حرف الروي وخلاف كبير في جواز توظيفه وبالذات في حالة دخول الضمائر علي القافيه, مثال: لعبت به , كتبه , لوعت به, ... فالباء هنا هو حرف الروي.... ومثال: المخيله, الحليله, ويشهي له؟ , أرتكي له, ... الخ . فاللام هنا هي حرف الروي ونلاحظ انها تكررت أكثر من مره وهذا ما يرفضه البعض كون القافيه هي " له" في رأيهم . ولكنها في واقع الأمر أعقد من هذا, ولكون النص الشعبي سماعي وجرس القوافي يحكمه السماع فهذا يجيز للشاعر ان يبني النص بهذه القوافي وبالذات في القصائد الطويله" المطولات" اما في النصوص القصيره فلا أحبذ شخصياً اللجوء لهذه النوعيه من القوافي. والله اعلم.
ومن الأخطاء الشنيعه التي يقع فيها بعض الشعراء المبتدؤون, أختلال حروف الروي في النص الواحد مع العلم بأنهم لو أرهفوا أسماعهم وكان لديهم حساسيه في السمع لما وقعوا في هذه الأخطاء, مثال: القوافي التاليه: أسيبك , حسيبك , دليلك , وصولك, حلالك, يهلي بك.... الخ. كما تلاحظون فإن النص الذي يحوي هذه القوافي فيه تخبط كبير في القافيه بل انها أكثر من 3 قوافي مختلفه ولكن البعض يعتقدون بان حرف الكاف مثلاً كافياً لبناء النص , وهذا جهل في الشعر وقوانينه أولاً ثم ضعف في حساسية الأذن لدى الشاعر نفسه..
7- من عيوب القافيه أيضاً:
الإقواء: هو إختلاف حركات حرف الروي, فتارة يأتي بالنصب وتارة بالرفع اومشدّدا وغير مشدّد وهكذا, مثال: " ربّي , يلعبّي, نبي, يطربي... الخ.
وأيضاً: ما يسمى "السناد" وهو اختلاف الردف: مثال: أن تجد قوافي مثل هذه في نفس النص:
" نسينا" و " لعبنا" و " أسهرونا"
فلا يكفي توحد حرف الروي فقط وهو "النون"
*"توحيد المد" في قافية الصدر والعجز وهذا من أقبح عيوب القافيه :
مثال أن تكون قوافي الصدر: بان , شجعان, سلطان , طوفان.... الخ
وقوافي العجز: حساب, مشعاب, اصحاب, أحباب ... الخ
نلاحظ بأن المد هنا هو الألف في الصدر والعجز معاً, وهذا عيب في القافيه, فيجب على الشاعر أن يوظف نوعين مختلفين من المد في الصدر والعجز.
كما أنه هناك قاعده مهمه او مصطلح من المفيد معرفته لكل شاعر وشاعره وهو "لزوم ما لا يلزم":تقع غالبيه قوافي الشعر الشعبي في وقتنا الحاضر تحت مصطلح "لزوم مالا يلزم":
وهذا الإصطلاح أو القانون لا يعني بالضروره عيباً او خللاً في القافيه بل يصف بوجه عام القوافي التي يقيد بعض الشعراء أنفسهم بها تنطعاً وبدون أن يكونوا ملزمين بها حسب قوانين صناعة الشعر.
ويقع تحت هذا القانون أي خروج عن قافيه النمط الأصلي أو الأساس للقصيده الفصحى, والتي تكون فيها القصيده مبنيه علي قافيه عجز فقط كبناء النص على قافيتين مثلاً.
سوف أقف هنا لاني إستطردت كثيراً وكما تعلمون فإن القافيه تحتاج منا الا وقفات كثيره ومواضيع عده حتي نحيط بكل ما يتعلق بها من قوانين وضوابط , واتمنى أن ننطلق من مداخلاتكم وأسئلتكم وامثلتكم الى مجالات أرحب .
وأستميح الجميع عذراً لان هذا الموضوع ليس مبحثاً علمياً دقيقاً وإنما خواطر مرتجله طرحتها للفائده والنقاش راجياً أن تقودنا الى مزيد من البحث الاعم والأشمل...