غُرْبَةٌ وَشَوْقٌ.
-----------
نَارُ الّظى أَمْ حَرُ شَوْقِي أُحْرِقُ؟!
مَنْ قَالَ لِلقَلْبِ المِهَنِيِّ يَعْشَقُ؟!
قَدْ بِآتٍ يَشْكُو لِلسَّمَاءِ شُجُونَهُ
فَاِنْهَالَ مِنْهَا وَابِلٌ يَتَرَقَّقُ
يَشْكُو أَحِبَّتُهُ وَهُجِرَ حَالُهُ
بَعْدَ النَّوَى مفتت وَمُمَزَّقٌ
أُمِّي كَنَخْلَتِنَا الَّتِي فِي دَارِنَا
كِلْتَاهُمَا مِنْ كُلِّ حُسْنٌ تَعْبَقُ
وَأَنَا وَشَالُ حَرِيرٍ أُمِّيٌّ قِصَّة
نَنْسَاقُ فِي هَذَا الجَمَالِ وَنَغْرَقُ
رُوحِي تجرجرني لِأُوَلِّ حَيِّنَا
حَيْثُ الجَمَالُ لِنُورِ عَيْنِكَ يسْرِقُ
وَلِبَيْتِنَا الدُّنْيَا تُوَلِّي وَجْهَهَا
بِصَلَاةٍ عَشَقٍّ كَيْفَ بَابُكَ يُغْلَقُ؟
اِشْتَاقَ لِلأَرْضِ الَّتِي مِنْ نُورِهَا
يَأْتِي الضِّيَاءُ وَكُلٌّ صُبحٍ يُشْرِقُ
خَضْرَاءُ يَمْتَدُّ النَّعِيمُ أمامها
ذَهَبٌ وَمَرْجَانٌ بِهَا يَتَدَفَّق
لِلرَّاحِلَيْنِ عَلَى بَقَايَا ضِحْكَةٍ
خَاضُوا المَنِيَّةَ لِلنُّجُومِ تَسَلَّقُوا
مَا هَمْهَمَ فِي أَمْرُهُمْ مَنْ مُؤْلِمٌ
خَاضُوا العِبَابُ وَغَيْرُهُمْ يُتَمَلَّق
اِشْتَاقَ لِلحُبِّ الَّذِي فَارَقَتْهُ
فِي كَفّ أُمي وَالحَنِينُ يُعَانَقُ
وَتَجِئُ فِي طَيِّ الخَيَالِ تَزُورُنِي
كِي تُخَمِّدُ القَلْبَ الَّذِي يَتَحَرَّقُ
أُمِّي بيم عَمِيقُ العِلْمِ أَلْقَتْنِي
مِنْ بَعْدَ مَا رَبَطَتْ فُؤَادَ يَقْلَقُ
لِأَعُودَ عَلَمِّ سَيْفَ الحَقَّ مِنْ كَفِّي
مُوسَى أَطَلَّ عَلَى الوُجُوهِ وَأُشْرَقُ
ذَكِّرِي عَلَى ذِكْرَى وَقَلِّبِي مَنْزِلٌ
لِلذِّكْرَيَاتِ مَتَى آجآت يُخْفَقُ
أَرْضٌ وَكَأْسُ الحُبِّ يَلْمُسُ ثُغَرَهَا
عُشِقَا كَتَبْنَاهَا وَحَبّ تُوَرِّقُ
عَامَانِ قَلْبِي بِاللِّقَاءِ مُعَلَّلٌ
وَهَنَ عَلَى وَهُنٍ وَدمعي يصدقُ
رَوَّحَ مِنْ الشَّوْقِ تَسْكُنُ فِي مَدِينَتِنَا
وَالبُعْدُ لِلرُّوحِ بَعْدَ الرُّوحِ يُزْهَقُ
الذِّكْرَيَاتُ وَقُودُ القَلْبِ مَطْعَمُهُ
وَالأُمْنِيَّاتُ نبيزه المُتعتقُ
تعويزة مِنْ كَفِّ مَرْيَمَ تَأْتِنِي
عِيسَى يباركها وَقَلِّبِي يُشْفِقُ
قَلْبِي كَعُصْفُورٍ يُنَادَى صَيْدَهُ
هُوَ كُلَّمَا هَبَّ النَّسِيمُ يُزقزقُ
قَلْبٌ يُنَاجِيهُ الجَمِيعُ لِصِمَّتِهِ
فَيِجِيبهُمْ - نَعَم - وَمِنْ ثَمَّ يَنْطِقُ
______