بناتي الخمس
أُناجيكن ...
إن لم أرحل اليوم ... فغدا رحيلي ...
بناتي ما أحببت كروحكن أبدا ... أبدا ...
ولا عشقت كعبير زهوركن .. ولا كروعة أطيافكن .. أبدا ... أبدا ...
بناتي ... لا تخذلنِّي ... فهلم : وصاتي .. وصاتي
يا بناتي : أنتن للخمس كامل حواسي ...
أعيش وأحيا ، أكدح وأشقى ، أروح وأغدو ...
وعن خمسكن لا أكاد أستغنى ...
أمل ، سعاد ، هناء ، عبير وأنوار ...
ولا أطلب من حضرتكن غير التمسك بقريناتكن،
فهن امانة فيالا ثقل الأمانة،
وقريناتكن وشقيقاتكن بالإنابة .... هن حواسي ... فيها ثوابي ...
نظر وذوق ، سمع وشم ، ... ولمس ...
فيا خمس ... كنَّ ... واحدا ... واحدا ...
وإن سقطت إحداكن ، فقد أضعتن الأمانة ... فيالا خذلي ... وألمي ...
هلم بناتي ، إلتمن حولي ... كزهرة ما تفرقت بتلاتها ...
وشذى ألوانها ما خيَّبتْ ناظريها ...
فيا أمل ... أديمي النظر ، وجددي أمل راجيك بنظرات تملؤها الحياة من جديد ، ازرعي نفسك في نفوس غيرك ، فالكثير ينتظرك في مستقبله ،
ويخوض البحث عنك ، برجاء وسجود وانكسار ، من أجل امتلاكك ،
فيا ابنتي لا تخذليني ... فهذا مكانك والله أرجو الثبات .
سعاد ... أسألك بأغلى ما أملك، أن تدومي على تذوق السعادة لمتتبعيكِ
وطالبي حلاوة مذاقك ، فالمُرَّ أبكى أحافير الأسى ، وأودى بحال الكثير
إلى قبور الهلاك ، أسعديهم وأملئي حياتهم تباريق من جنان .
فلا تخذليني ...
هناء ... أديمي هناءك على مسامع المحزونين ، وأطربي لهم ألحان التمتع بالجمال ، وارفقي بحال اليتامى والندامى ، أرجوكِ هنئيهم .. أرجوكِ هنئيهم
فلا تخذليني ...
أنوار ... فيالا أنوارك حبيبتي ، فكم من ضائع وتائه التمس نورك ،
وكم من ضال التمس نور الهداية ، وكم من مظلوم التمس نور الحرية على يديكِ ، وكم من مولود أنارت به الدنيا لبهجات ذويه ، ويالا أنوار شمسك والتماس دفئك ، أرجوكِ ابتسمي وأشعي نورك على كل من حولك ..
فلا تخذليني ...
اما عبير ... فأديمي عطر أزاهيرك ، وأسكبي ريح أطيابك على روح الأحياء والأموات ، أفيحي ندى روحك ،ليغتال سموم القلب وهمومه
وأبعثي الورد والود والعطر لمنتظريه ومستتشقيه وترطيب رئتي طالبيكِ ،
فيا عبير : أبدا لا تنكسري .. لا تخضعي .. لا تذلي .. ولا تبكي ..
فلا أنتظرك منك سوى عبير جديد .. لأرواح جديدة ..
فلا تخذليني ...
فيا بناتي ... زهرات أنتن لأروع أحياء في حدائق الأرض وبساتين أرواحها
لكن ...!!!!!
قد يتمتني الدنيا من رحيقكن، وجففت خلايا عذوبتي، وأسمَّتْ صفاء ميولي
وأحرقت أوراق أحلامي، وأفحمت عنفواني ، وأذلت سعيي وكسرت ودي
أرجــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــوكن ...
لا تخـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــذلني ...
لا أريد حي على الأرض أن تمسه من شظايا آلامي وأحزاني ...
لا أريد يتيم يغرق بدموع الأسى وترتيل آلام الوحدة على روح مفقوديه
لا أريد انسكاب دماء قلوب عشقت المستحيل ... وجرحها الواقع المرير
لا أريد سماع آيات اليأس على روح العقيم ... وحروف المولود الغابرة
لا أريد سماع هاجس الموت على مُهج المحبوبين وغدر القبور
لا أريد لعنفوان الشباب أن يفقد الأمل ويغرق في دنس الظلام ويأسه
لا أريد الخضوع للبلايا وانكسار الود والتحلم بالسعادة
لا أريد أن تتعس العذارى بدموع قهر جراء النصيب المر الذي طال حلوله
لا أريد ... لا أريد ... لا أريد ....
حقا لا أريد: أن يقع حي على عتبة من تلك العتبات، وينكسر به خط الزمن القاسي ، ويقضي عمره بحثا عما يُجبر كسره ، ويتسنـَّدْ الطرقات المتحجرة التي لا ترأف بضعف البشرية ...
بناتي ... لا تخذلنِّي ... فهلم : وصاتي .. وصاتي
أدام الله فيضَكـُـــــنَّ على أرواح الأحياء
تمنياتي لكل روح أن تنعم بكامل حقها في الحياة من سعادة وهناء وأمل وأنوار وعبير وحب وسلام
تحـــــــــــــــــــــــ ـــــــياتي
شـــــــاطئ ســــلام