|
أغارُ عليكِ يا ذاتَ الوشاحِ |
أغارُ عليكِ يا زَيْنَ المِلَاحِ |
أغارُ عليكِ مِنْ نفسي و إنِّي |
أَبِيتُ الليلَ دمعي في انْسفاحِ |
أرى كُلَّ العيونِ إليكِ ترنـو |
و قلبُكِ في انبساطِ و انشراحِ |
أَبِيتُ مُسَهَّداً حَرَّانَ أبكي |
فتقتلني الظُّـنونُ معَ الصَّباحِ |
هجرتُكِ راضياً، أعلنتُ ردِّي |
هجرتُكِ راضياً أرجو فَلَاحي |
و لستُ بنادمٍ أبداً لِفعلي |
فزِيدي مِنْ عويلِكِ و النُّوَاحِ |
فمَنْ يَكُ شارباً كَدَراً و طِيناً |
فلستُ بشاربٍ غيرً القَرَاحِ |
تعافُ النَّفسُ مِنْ أَكْلٍ شهيٍّ |
إذا حَامَ الذُّبابُ معَ الرِّيَاحِ |
و لستُ بناكرٍ حُبِّي و لكنْ |
كفاني ما لَقِيتُ مِنَ الجراحِ |
و ليسَ بِهَيِّنٍ أقسو عليكِ |
وأنتِ رقيقةٌ مثلُ الأَقاحي |
أَحِنُّ إليكِ يوماً بعدَ يومٍ |
وحُبِّي اليومَ لا يمحوهُ ماحِ |
أحِنُّ إليكِ، تَشْرَقُ بي دموعي |
فيَأْخـذُني الحنينُ إلى السَّمَاحِ |
و لكنِّي عَزَمْتُ الهجرَ لمَّا |
رأيتُ الخيْرَ في الهجرِ الصُّراحِ |
تَصَبَّرْ يا فؤادي عنْ هواها |
وعِشْ كالنَّسْرِ مفـرودَ الجَناحِ |
أصونُ كرامتي مِن قبل حُبِّي |
فهذا منهجي فيهِ ارتياحي |