يهفو فؤادي لذكر الدار والوطنِ
بعد ارتحالي غريب الأهل والسكنِ
يا ل اغترابي وذاك البين يمنعني
عن موطن أحكموا عن قربه رسَني!
نبيت في نأينا والعين دامعة
نطلّ من ربوة للبحر والسفن
وقد غدا حلمنا لو أنّ واحدة
منها تعود بنا يوما من الزمن
شقَّتْ وما شفِقَتْ في موجها فرَقَتْ
كأنها فرِقتْ من لوعة الحزَن
كأنما أخذتْ قلبي وقد رحلتْ
عني وما رحمتْ شوقي إلى وطني
أشتاق يا وطني لو رنَّ في أذني
صوتٌ على فننٍ يبكي من الشجنِ
كأنما اغتربت تلك الطيور معي
وصوت آهتها بالدار ذكّرني
فالنفس في محَنٍ والدرب في إحَنٍ
والقلب في حزَنٍ والجسم في وهَنِ
ما عاد يبهجني في غربتي رغَدٌ
ولم تعد مقلتي تنسى مع الوسن
فإن تنمْ مقلتي في غربتي ذهبَتْ
نفسي متيمةً للدار والوطن