الفصل الاول
الشمس تكفي لترقى حولها الفكرُ فكيف إن جاء معقودًا بها القمرُ أواه قلباه كم عانيتَ من ألمٍ عاينت جيشَ المرامي كيف يندحرُ وعدت تلثم بالأعماق تحسبها مرقى الشفاء ، ولكن خانها العبَرُ وهي التي بارح الإنصافُ رونقَها وهي التي بسواها يحتمي العمُرُ ورحت تسأل بالأطياف عن سببٍ على شواطئه الأوتاد تبتكرُ وما علمت بأنَّ السُّهد قافية يلهو بها الزَّهر ، والبيداء ، والمطرُ الشمس تكفي فلا تسمعْ لمن عذلوا فأنت ذو قيَمٍ ، بيْنا هم انحدروا لكي تزفَّ إلى الجوزاءِ مفتخرًا أحلى الأغانيَ ، لا يدنو لك الكدرُ واكبْ عيون الصَّبايا دونما غزلٍ فقد تصافيَ أبهى شِعرَها العبرُ دعِ البصيرةُ تشدو عن جواهرها حتى يضيءَ الدُّجى من نورها البصرُ واصدقْ بوصفك مرتادًا بلاغتها عينُ المحاسن من خدّيك تنهمرُ أواه قلباه أنت الآن تبعث لي ألحانَ روحٍ تباكى حولها الوترُ كالنّاي يسحر بالعشاق متئدًا حتى إذا هزَّهم ليل النَّوى نفروا أبثّك الشعر آفاقًا مزوَّقةً فارحمْ أديبًا سلاه الدرب والشجرُ الشمس تكفي ، فخذْ يا صاحبي جمًلاً تنسيك من وحشة الألفاظ ما ذكروا وانشرْ قلائد أوطارٍ نهيمُ بها إلا التي منك بالقداح تعتمرُ أمسكْ خيوطَ المعالي فهي ناظرة بحور وصلك يا من زادك الظفرُ فالشمس تكفي ولو وافى نمارقها بدر البدور ، لترقى في الهوى الفكرُ
الفصل الثاني :
حكايتي صاحِ ذكرىً ليس تنحصرُ أين الألى طربًا عن عَيْنِها شعروا الغيثُ والضَّوءُ في دنيا الوفا اجتمعا وأنتَ بينهما الألوانُ والصُّوَرُ فالقلبُ مبتهلٌ ، والفكرُ منشغلٌ والسَّمع منذهلٌ ، واستمتعَ البصرُ لذا حدائق روحي رقَّ مبعثها في بهجةِ الحسْنِ يندى وصفُها العطِرُ رقيقةُ الحسِّ تيمًا قال قائلها طوبى لمن نحو معنى مهجتي عبروا تيمَّموا بشذى الإحسان ما التفتوا إلا لروح التلاقي حيثما أمروا أثرَوْا من الصدق والإخلاص واغتنموا من جنَّتي مقصدًا أسمى فما عثروا
الفصل الثالث :
ما أجمل الطيف يُبكينا ويعتذرُ يسري يمر على الأطلال يعتمرُ ما أجمل الطيف تغرينا مباهجه تضمد الجرح إذ نغفـو ، وتـنـتـظرُ تهفو إلى أكُرِ الماضين تسألها عن الرسوم التي أودى بها العَبرُ عن العيون اللواتي جفّ مدمعها من فرط ما تفعل الأيام والصورُ تجوز هيبتها ما كان من زمنٍ تطويه مشتاقــة ، والليل محتضرُ كأنها ـ وحصار الغلِّ أثقلها شذى المصائر تلهو حوله العُصرُ تهوى الينابيع علّ الأهل قد حضروا تـقـبّـل الشمس علّ الناس قد صبروا ما أجمل الطيف لو يحكي به الزهَرُ هذي خواطره ، والشعر والوتَرُ تغازل السَّحَرَ الملهوف تحرسه كالنازحين وفي أضعانهم خبرُ كالنازحين وقد طال المسير بهم حتى إذا أشرفوا أبكتهم الغُدُرُ يا طيفُ : عيني وقد تهواك مسرفة فهل وفيت لها ، أم خانك الحذرُ ؟ يا نازح الدار حزنُ الطيف أخجلني ومن لوامعه يـشّـقــق القمرُ يا نازح الدار لا شيء يُصبره ولا أنيس بعيد القحط لا مطرُ إلاك أنت فخذ قلبي وخاطرتي إلاك أنت فصبرًا أننا بشرُ ما أجمل الطيف يوحيه الندى العطرُ لعل شِعريَ في معناه ينهمرُ لعله يستقي ريّـــاه قـافـيـة لعلني كيفما ألقاه أفـتـخـرُ لعلني أبتدي بالسرّ مرتجـــلاً مالي أكاتمـــه والفكر مزدهرُ ؟ فلي فؤاد سريع النبض من ولـــهٍ وقـــد توسّد في دقاته القدرُ أكرمته فتناهى بالوفاء وكم نادى على من نمــاه الودّ والظفرُ
الفصل الأخير :
أيامُ عزٍّ وغـنّــاءٌ بها العمُــرُ تطوف بالحبّ آنـــًا ثـــم تنتظـــــرُ ملامـــحُ الشــرقِ فيها جـدّ بيّنــــةٍ والشرقُ يبسُــم أنّى ردّه الســـــفرُ تحلو بــها نسماتُ الفجر تـنعشـنا يطير شوقــًا على أنفاسـها الخبــرُ ضوءٌ من الغيب ناداهــا وقال لنا أيّام عزّيَ لاحت كلها عبـــرُ آياتها نــــاطقاتٌ دونـما لغـــــةٍ لأنّها ذاتُ شــأنٍ دونه القمـــــرُ وإنّـها من زمانٍ دار دورتُــــه تـرقـبـوهــا إذاً يا أيّـها البشــــــرُ أيامُ عزٍّ ربيبَ الظلم مـخـبرةٌ أين المفـرّ وهذا الكون مستعــــرُ ؟ لا بُعـدَ رابع يُغــــني لا مغامـــــرةٌ ولا الأســاطيـلُ قـد تُـدوي ولا الفكرُ فاحملْ بقاياك من بؤسٍ ومن دجــلٍ أيام عزيَ لا تـبقي ولا تـــذرُ تـدوفُ بالسُّمّ زادَ الناس مستـتـرًا ولعبة الموت في أهليك تستـتـــرُ إلى جهنّـم بئسَ الرفــد قد فُـتحت أبوابُها حيث تجثو بعدك الزُّمَـرُ مثوى الطغاة ومن عاشوا بلا شرفٍ يقـتـلـون البرايا أينـما نفــــروا إذ ذاك تطفي حريقَ النفسِ ملحمتي والعالم الحـرّ في بلواه يحـتضـرُ ويغسل الحبُّ أدرانَ القلوب فــــلا يـبـقى هـناك سوى الأقـمار تـقـتـمـرُ والكف منّيَ بيضاءٌ وراحتـــــها كالشمس تـنساق ، يستغني بها الزَّهـرُ تـبّــًا لمن مزّقوا الأكباد وانحرفوا تـبّــًا لهم ، ولهم سُحقــًا بما كفــروا مانوا وراموا فنائي ، حاصروا رئـتي كانـوا يظنّـون أنّ الصبرَ منحســرُ لم يـتّـقـوا دعواتٍ ملءَ أفئــــدةٍ تـفـتّـقـت وهي بالإحسان تعتمــرُ أيَّامُ عزٍّ ، وقالــوا إنها سنـةٌ من بعدها لجّــة الأحداث تـنـحدرُ فـصْـلٌ تـفـرّق بين الخير مـلّـتـه وبين شِــرار عـلـوجٍ صفوهم كـدرُ تـبّــًا لمن أصبحوا من بعدها مِزقــًا هــذا يـئـنّ ، وهــذا ما لـــه أثـرُ من أجلِ هــذا نظمنا للورى قصصــًا قـصـائـدًا عظمت في نسجها الصورُ فانهضْ – حنانيك – نورُ المجد أيقظنا والدمــعُ منسجلٌ ، والطـلّ منهمرُ واقـرأ أناشــيدك اللائي شُغـفـنَ هــوىً فـأنت " حـسّـانُها " حتى ولو سخروا فما لهم حين تجلو التجربات سوى نـثـيـرةٍ خـانـهـا الأسلوبُ والهـذرُ وانهضْ فــإنّـك تِـربُ الشعر رونـقـه مـرامـك الباذخـــان الحبُّ والظـفـرُ وصفتَ حتى تناهت منك خاطرتي ورُبَّ وصفٍ به يستعذبُ السحرُ تقول ها أنــذا مَن ذا يناظرني فالشـعرُ روحٌ بــه يشّـقـق الحـجَـرُ يرقّ في القلب والأفـكار تحمله إلى السماء ، فـتحـيا الأنجمُ الزُّهـــرُ بل اليراع مع الإخـلاص أحسبه شــريانَ قـلبٍ بــأمر الروح يـأتـمــرُ لا الرمز لا صيغ الإبهام تعجـزه ولا البلاغــة فيما رمتُ تـعـتـذرُ لكنّـهـا حِـولُ الدنـيـا ، وأعـلـنـها إنّــا بمـا ســطّـر الوجــدان نـفـتـخــرُ نـصـبّـر الأهـل أنّ النصر مقتربٌ والفجرُ يعلم أنّــا في الوغى صُـبُـرُ أيّامُ عزٍّ تدنَّى فيضُ راحتها طوبى لمن شكروا طوبى لمن عبروا فليس ينفع قوم في غــدٍ أسفٌ أو إنّهم يوم جــدّ الجــدّ ما قـدروا أيّامنا القادمـــات الغرّ يا وطني تـبقى حوادثــها ما دامت العُـصُـرُ