ياطارق الأبواب ...... أتعسك الله .....
كنت في الأمس غافية على أحلامي السعيدة،
ويسكن قلبي بيات طفولي ... غلبت عليه الشقاوة ...
أعشق الشروق .. وغروبه ..
ألاحق أطياف المنى ...
وأرتشف السعادة من رحيق أيامي الشبه ندية ...
أصعد السطوح ... وأشذى بتغاريد الطيور ...
أفتتح النوافذ وأبتسم ... للورى وللوجود..
جوٌ ... كان يغلب عليه الهدوء ... والسُّكون ....
أنام ليلي تَعبا و ارهاقا ... انتعاشا واشتياقا ...
مما جرت قدماي من أُنس وبهجة في أطلال صُبحي ...
أتوسد الأمنيات السعيدة ...
وألتحف طول الآمال ... وخلود الأحلام ...
تغتالني سَكَرات ... الهيام ... وتهزني ألوان الأطياف ...
وتطويني نشوات ... الغفوات ... و لذة النوم ... وارتسام الأفكار ...
أصحو بإشراق شمس جديد .... وسهام أمل جديد ...
وأقول: يـاصبح ياجديد .... قد ولَّى الأمس العتيق ....
وأسألك ... نور وشوق وعبير ....... جديد .. جديد ... جديد ...
أفتح النوافذ ... وأرفع الستائر ...
أخترق الهواء .... أنتفض بالولاء .... وأُردد : ... أقبل عليَّ يا فضاء..
أغدو لأمي .... أقبل رأسها ....
وأحنو لأبي استحياء .... بترديد آيات السلام ... بقبلات عذراء ...
وأشدو إلى موطني .... إلى داري ... ومقر راحتي ...
جالسة أمام نافذتي كانت بؤرتي للحياة ،،،
بمنظار هو منبع للسعادة وتقويم الأمل ... ونظرات ملؤها سحر وحنان ...
وكالمعتاد ... أخوض الصراع بيني وبين قهوتي العربية ... المُرَّه...
ولحلاوة دُنيتي ... أبدا لا أحس بمذاقها المُرّ ... كقتامة لونها ... الموجوع..
وأُشغل نفسي برسم الدنيا ... على لوحاتي الحالمة ....
وأُزين ما ساء منها ،،، وأتغزل بما حسن فيها ...
تملؤها ألوان الورود والزهور ... وشذى الياسمين ورحيق العبير ...
وأطياف الفراشات ... وروعة أنوارها ... وجمال صورها ...
وتغاريد الطيور .... وأعشاشها المثمرة ...
أدنو .. وأدنو ...
وأنا ملتهية بكتبي وأوراقي البيضاء الخالية من حبر الأيام السوداء ...
فجــــــــــــــــــــأة ...!!!!
ومن غير سابق ميعاد .... قد طُرِق الباب ...
وأيُّ باب هذا..؟؟
إنه أندى .. وأرق .. وأوسع ..وأروع .. باب في الكون كله ....
إنه قلـــــبي ....
وأيُّ قلب هذا ... ؟؟
إنه كالماء ، في غليانه وجموده .. في أمواجه وهَيَجانه ..
في تبخره ...... وجفافه ،، في صفاءه ... وعكره ...
في عذوبته .... وملحه ،، في ارواءه ... واضمائه ...
وقد أحاطت به شرايين الصدق ... ووفاءه ...
وفؤاد الاخلاص .... وصميم المشاعر ...
إنه الحب ... قد طرق بــ - ـا ب .. قـ ـ ـلـ ـبي
وسكب شتى الألوان على حائط حياتي ...
خضعتُ فيها ... واستسلمت لسهام الحب ... وسَكَراتِها ...
وخضتُ ... شتى المعارك .. وحاربت أقوى الفرسان ...
قاتَلت وقُتِلت ... حَاربت وحوربت ... جاهدت وقد استشهدت ...
إنه طارق الحب ... قد طرق وفتح ودخل .... دون رضا أهله ...
فيا لا ... حال قـــلبي .... المائي ...
في ذكــره .. تبدأ أمواج قلبي بالاعتلاء .. ويقودها هيجان الضياع ..
وفي تخيله .. تصفو غمة قلبي .... من عكر الوحدة والأشواق ..
وفي إقباله .. تذوب أطلال الجمود .. وتتبخر الأهواء ..
وفي امتلاكه.................
تغلي أمواج العشق ... وترتوي شرايين الهوى ...
وتغيم المشاعر .... وتُمطر العواطف ... وتثلج السعادة ...
ويطفو الأمان والاستقرار ... وتــَعْذب ألحان الهيام ..
وتحلو الدنيا ... وتعمر الأيام .... وتطول الدهور ...
لحــــــــــــــظة !!!!!!!!
قد اختفى ........ إنه كان طارق كـَ ـ ـسَراب ...!!
جاء ، وألفى ، و سار ، ،،،،،،،،، ، وأقبل ..... وقد أدبـر ..
جاء بهدوء .. من غير صدى .. وقيود ..
خطى خطوات بدماء على الماء ..
وبقيت آثاره على الرمال .. وسط الصحراء ..
وهل تُبقي الرياح .. آثار حي على أرجاء واطئها ...
ها .. قد جفت المشاعر من بعد فيضانها ...
وانسكب ماء الحياة من قلبي ....
والحب أصبح مِلح أجاج .... من بعد رونق صفاءه .. وحلاوة مذاقه ..
وقد تبخر كل ما أثارته ... ألحان الهوى .. على أوتار عواطفي ...
والظمأ اجتاح روحي ... ومزق شراييني ... وأودى بخفقاني ...
والظلام أحلك سماء آمالي ...
وذبلت أزاهير عبيري وريحان أطيابي ...
وشحب رونق الابتسامة في عالمي ...
وأحاطت بي الأحزان ... والآلام ... ونقص الروح ....
ووجع النفس ... وأُقتلعت روح السعادة من حوافر مُهجتي ...
أراني غريبة في بيتي ... ووسط أهلي ...
جسد يمكث بينهم ... وروح فاضت وأقلعت للبحث عن روحها ...
صمت دائم ... وعيون دامعة ندية .... وبال شارد ...
وجسد هالك طواه الوحدة واليأس ....
وقد أغلقت بـــــــــابي ... وأطفأت أنواري .. خوفا من هواجس الطارق!!
وأخذت فرشاتي .. لأرتسم وأنسى آلامي ...
أرسم ولا أرى شيئا ...
أُمعِّن النظر ... فلا أرى سوى الظلام والوحوش طغت على براءة ألواني ..
أبكي ... وأحاول استرجاع أيامي الندية العذبة ....
بحثت عن لوحاتي القديمة ... التي حملت معها جمال الدنيا ...
أرى ... وأحاول التذكر ... أحاول استرجاع ذكريات الجميلة ...
أتنفس لحظة ... وأنكسر مائة لحظة ..
أحس بضيق ووحشة ... أحاول أن أستنشق واسترجع أنفاسي الضائعة ..
لكني عجزت ... فبت أقضي نهاري نوما .. هروبا من الواقع ...
وأقضي ليلي ... سامرة مع أوجاع قمري .. وضوء آلامي ...
أعشق الهدوء .... والوحدة .... والظلام ...
أرفع حلما ... ينكسر أملا ...
أفتح روحا .... تموت نفسا ...
أبكي بحرقة أريد أيامي الخوالي ... أريد أن أكون وأحيا كما كنت ..
أريد أن يبيت قلبي ... وأعيش شقاوتي ...
أريد أن أفتح نوافذي وأبوابي للسعادة ....
وأقتل طيور الحزن ومخالب الأسى ...
أريد أن أحيى من جديد ...
وأقول: يا صبح يا جديد .... قد ولَّى الأمس العتيق ....
وأسألك ... نور وشوق وعبير ....... جديد .. جديد ... جديد ...
سأغلق أبوابي ... بأقفال من حديد ...
وأعيد ترتيب أوزان حياتي ... وقوافي سعادتي ... من قريب ...
وأعود بقلب رحيب ... وحال يسير ...
لمملكة حياتي وطبيعتي ولوحاتي وفرشاتي ... وأُعيد مُهجة ألواني ...
سأرسم .... وأرسم من جديد ...
وأطوي آلام وأحزان طارقك ... يا حب ....
وأظل أهتف ..............
يا طارق الأبواب ....... أتعسك الله
يا طارق الأبواب ....... أتعسك الله
وها أنا قد غفيت وغفيت ولا زلت أغفي على أحلامي السعيدة ....
وبات قلبي بأطياف الطفولة ... وألحان الشقاوة ...
فأهلا بالابتسامة ... ومعارك الأمل من جديد ....
فـــــــــــــيا طارق الأبواب ....... أتعسك الله
تــــحياتي ....
شاطئ سلام