السلام عليكم أحبتي ، هنا سؤال للنقاش :
هل نحسِب الحرفَ المُشدَّد الساكنَ في الروي ّحرفاً واحداً ساكناً أم حرفين ساكنين ؟
الحافلة» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قصائد بالعامية» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» جمالُ الحبيب» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شوق مُمَرّد ..» بقلم ياسر سالم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هل الرسول(ص) حى ؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» (ومــا للـمســلــميــن سِــواك حِـصـنٌ )» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» تُطاردنـي اللعنة...» بقلم عبدالله يوسف » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»» مادام لي خالق باللطف يحرسني» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: عبدالحكم مندور »»»»»
السلام عليكم أحبتي ، هنا سؤال للنقاش :
هل نحسِب الحرفَ المُشدَّد الساكنَ في الروي ّحرفاً واحداً ساكناً أم حرفين ساكنين ؟
في روحك الطائيُّ يهمس والها = واهٍ وريثي في ندى الكلماتِ (أهداه لي : عبدالله العبدلي)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
متابعة معكم أخي الفاضل .علَّنا نستفيد أكثر .
دمت بخير وسلام
إذا وقع الحرف المشدد آخر الروي المقيد ( الساكن ) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند علماء العروض والقافية ، مثل ( استمرّْ ) إذا وقع نهاية الشطر الثاني ، تكتب عروضيا هكذا : استمرْ .
كقول امرئ القيس(لا وأبيك ابنة َ العامر-- يّ لا يدّعي القومُ أني أفرَ)والأصل أفرُّ
والحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع،بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).
كقول عبدالستارالنعيمي (في خلقهنّ كناية ٌ عن نقضهنْ -- في نقطة الضاد انطوى تفسيري)
حياك الله ، أستاذنا:
لكن قولك :
في خلقهنّ كناية ٌ عن نقضهنْ
ليس مما نحن فيه ، فالنون المخففة ليست في الروي (الضرب).
الحرف المشدد إنما هو حرف صائت وصامت أدغما معا ليسر النطق ويمكن فك الإدغام كما تعلم في سياقات محددة.
وعليه فإن الحرف المشدد في الروي يعامل كحرفين /5 هكذا ، ولكن سؤالك هنا حول الحرف المشدد المسكن فالأصل أن اللغة لا تجيز هذا الأمر في أكثر الحالات لانتقال اللفظة من معنى إلى معنى آخر، فلو سكنا مثلا أرقُّ لأصبحت أرقْ وبهذا اشتبه اللفظ بين الأرق أي السهد وبين أرقُّ أي أكثر رقة وهذا يسبب معضلة لغوية والصواب أن يكون التسكين بفك الإدغام تننحول أرق إلى أرقق، ولكن هناك من يسوغ هذا في الشعر باعتبار أن السياق دال على المعنى فإن كان فإن التشديد يكون قد ألغي ويحسب الروي ساكنا واحدا.
وهناك أمر أشد غرابة حين يقوم بعض الأدباء بمعاملة الساكنين كساكن واحد في الحرف المشدد بعد الألف من شاكلة الضالُّ والعادُّ رغم الفراق الشديد بين العادين والعادِّين مثلا ، وهذا أمر لا أجده مسوغا بحال.
تقديري
سأورد ما وجدت من كلام أهل العلم :
قال القاضي أبويعلى التنوخي :
( ... وقد أجازَ بعضهم الوقوف في نصف البيت على الحرف المشدد بالتخفيف ،و إن لم يكن فيه تصريع ، اقتداء بالوقوف على المشدّد في القافية لأن الأنصاف تحمله ما تحتمله الأواخر ، قال : و كما يجوز الابتداء في نصف البيت الأخير بالضرورة ، يجوز الوقوف في نصفه عليها . و مثال هذا أن يقول القائل : (الرمل).
إنَّ فعلَ الخيرِ أحرى و أسدّْ = و على الإنسانِ إصلاح العملْ
وهو ضرورة قبيحة .
فأمَّا الوقوف على الحرف المشدد إذا كان في ضرب البيت ، فالصواب فيه أن يُوقف عليه بالتخفيف إلا ما كان من المترادف و دخل عليه الإصمات و التقى فيه حرفان مثلان ، فإنه لو قال : (السريع)
إن يُحْصَنِ اليومَ نِساءٌ يُحْصَنّْ
و حدَّثني الشيخ أبو العلاء _ رحمه الله – قال :
(( وجد بخط ثعلب تشديد على الروي في قول لبيد )) : (الرمل)
يَلمسُ الأحْلاسَ في منزلِهِ = بيديهِ كاليهوديِّ المُصلّْ ) أ.هـ ( كتاب القوافي .ص:83-84)
وقول التنوخي : ( المترادف) و قوله ( الإصمات) فقد جاء تفسيره عنده كما يلي:
( أن يجتمع في آخر البيت ساكنان و يقال له مترادف لأنه ترادف فيه ساكنان و يجوز أن يكون سُمِّي بذلك لأنه أكثر ما يستعمل بحرف لين ، و ربما أتى بغير لين فيسمى مُصْمَتَاً .
فالذي بحرف لينٍ كقوله : (السريع)
مِنْ عائدي الليلة أمْ مِنْ نَصِيْحْ =بِتُّ يَهمّ ففؤادي قَريْحْ
و المصمت كالمسموع يوم فتح مكة من بعض العرب ، وهو خامس السريع .
رفَّعْتَ أذيالَ الحفِّى وأربَعْنْ
مشى حيِيِّاتٍ كأن لم يَفْزَعْنْ
إن يُمْنَعْ اليومَ نساءٌ تُمْنَعْنْ ) ( كتاب القوافي ، ص: 71)
التعديل الأخير تم بواسطة عبده فايز الزبيدي ; 27-08-2016 الساعة 10:42 PM
قال ابن عصفور في باب (نقص الحرف) تحت قوله ( تخفيف المشدد في القوافي):
( و منه تخفيف المشدّد نحو قول امرئ القيس :
لا وأبيك ابنة العامري (م) لا يدعي القوم أني أفرْ
وقوله في هذه القصيدة:
إذا ركبوا الخيل و استلأموا = تحرقت الأرض و اليوم قرْ
يريد : أفرّ ، قرّ .
وهو كثير قد جاء في عدة أبيات من هذه القصيدة . إنَما خفف ليستوي له بذلك الوزن) (ضرائر الشعر ، ص: 132 - 133)
و قد ورد في ألفية ابن مالك ما يلي :
واحده كلمة و القول عَمْ = و كلمة بهل كرم قد يؤمْ)
ف(عمْ) هي الفعل ( عمَّ) و كذلك ( يؤمْ) هي يؤمُّ
و خففت و سكنت للقافية .
وكذلك مثل قوله ( فعل مضارع يلي لم كيشمْ) .
ولكن هناك قول عن عبدالسلام هارون أجاز كتابة المشدد الساكن بعد تخفيفه بالشدة فوقها سكون في الروي ، عند كلامه في هامش (الخزانة) على بيت امرئ القيس :
( تقرأ الراء بالسكون ، ولكنَّها تكتب مع علامة الشدة تنبيهاً على أن أصلها التضعيف)
التعديل الأخير تم بواسطة عبده فايز الزبيدي ; 27-08-2016 الساعة 11:38 PM
رأي متواضع :
لكي نجمع بين موافقة الجميع على تخفيف المشدد الساكن في الروي ، و بين كتابة الشدة عليه فوقها سكون كما يفعل عامة محققي دواوين الشعراء القدامى
ناخذ برأي شيخ الأدباء / عبدالسلام محمد هارون في كتابة الحرف المشدد الذي خفف ضرورة ثم سكن أي نكتب الحرف مشددا و على الشدة سكون تنبيها على التشديد في اصل الكلمة و إن خفف الحرف ضرورة في الروي .