في معنى الغرفة ..
قال ابن الجوزي في كتابه الماتع ( الأذكياء ) :
( حُكيَ لنا أَن بعض النَّاس ضاف رجلاً فانتبه صَاحب الدَّار بِاللَّيْلِ فَسمع ضحك الرجل من الغرفة فصاح بِهِ فلَان . قَالَ : لبيْك . قَالَ : أَنْت كنت فِي الدَّار فَمَا الَّذِي رقاك إِلَى الغرفة ؟ قَالَ : تدحرجت . قَالَ : النَّاس يتدحرجون من فَوق إِلَى أَسْفَل فَكيف تدحرجت أَنْت ؟ قَالَ فَمن هَذَا أضْحك ! )
قلت : قوله ( أَنْت كنت فِي الدَّار فَمَا الَّذِي رقاك إِلَى الغرفة ) أي كنت في الحجرة فما أصعدك إلى الغرفة ؟
إذ إن الغرفة هي ما تكون فوق علية من البناء ، جاء في لسان العرب : والغُرْفة العِلِّيّةُ والجمع غُرُفات وغُرَفات وغُرْفات وغُرَف.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات : والغُرفة: عُلِّيَّةٌ من البناء، وسمي منازل الجنة غرفاً .
وقال البغوي في تفسيره : والغرفة : كل بناء مرتفع عال .
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير : والغرفة : البيت المعتلي يصعد إليه بدرج ، وهو أعز منزلاً من البيت الأرضي .
قال محمد بن المناذر وهو يحاجج أهل مكة : وأنتم تسمون البيت إذا كان فوق البيت علية، وتجمعون هذا الاسم على علالي ، ونحن نسميه غرفة ونجمعها على غرفات وغرف . وقال الله تبارك وتعالى : ( غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ ) ، وقال : ( وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) . البيان والتبيين للجاحظ .
قال تعالى : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } ، وقال تعالى : { لنبوئنهم من الجنة غرفاً } ، وقال تعالى : { وهم في الغرفات آمنون }.