أخي الفاضل السعيد شويل ، حيّاك الله ..
لقد لخّصتَ مقصودك ــ وقد كنتَ مُوفّقًا في التلخيص ــ في الفقرة ما قبل الأخيرة التي قلتَ فيها :
إن اتبع المسلمون شريعة الله
وقاموا بدعوة الكفار إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد شرع الله قتالهم
وإن قاموا بدعوة اليهود والنصارى إلى الإسلام .. فأبوه ولم يتبعوه .. فقد فرض الله عليهم أن يدفعوا الجزية
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
سوف نفترض أنّ المسلمين اتبّعوا شريعة الله عزّ وجل ، وأقاموا دولة إسلامية تمتد من طنجة إلى جاكرتا ، وأصبح يحكمهم خليفة واحد , تحته وُلاة موزّعون على أقاليم الإسلام، وآتاهم الله قوة ، ومَكّن لهم تمكينا ، وفي نفس الوقت هناك دول الاتحاد الأوروبي بنفس قوّتها الحالية ، ونضيف إليهم أمريكا وكندا ..، وهؤلاء سوف نطلق عليهم
" أهل الكتاب " .
وهناك أيضا بعض الدول الآسيوية ، كالصين , مثلا ، نطلق عليهم
" الدول الوثنية " ..
لقد فهمتُ مِنْ كلامك أنّ دول أهل الكتاب ، نعرضُ عليها الإسلام ، فإذا رفضت الدخول فيه ، فرَضْنا عليهم الجزية .
أمّا الدول الوثنية فإننا نعرض عليهم أيضا الإسلام ، لكن إذا رفضوه قاتلناهم ..
والسؤال أيها الفاضل ، حين ترفض الدول الوثنية الدخول في الإسلام ، ونُعطيهم فرصة وفرصة ...لكنهم يُصرّون على التمسك بوثنيتهم حتى ولو كلّفتهم دماءهم ، ألا ترى ــ أخي الكريم ــ أننا نُمارس عليهم
نوْعًا مِن الإكراه ..!!
تخيّلْ معي المشهد ..
أقْلَعَ الجيش الإسلامي مِن مطار مركز الخلافة (السعودية ) ووصَلَ إلى الصين واختَرقَ أجواءها ، وحطّ هناك ، فجاءهم على الفور الرئيس الصيني
"شي جين بينغ " يتفاوضُ مع الجيش الإسلامي ، ودار بينهم هذا الحوار :
الرئيس الصيني : ماذا تريدون ، ومَنْ أنتم ؟
الجيش الإسلامي : نحن قومٌ أعزّنا الله بالإسلام ، جئناكم برسالة الإسلام الخاتمة ، وأنتم أمام خيارين : الدخول في الإسلام أو نقاتلكم !!
الرئيس الصيني : ولكن ، كيف أستطيع أنْ أقنع مليار شخص بهذا الدين ، أليست مسألة الإيمان مبنية على القناعة العقلية والميل القلبي ، وهذا غير ممكن .
الجيش الإسلامي : إذن سوف نقاتلكم ، لا نقاش معنا !!
ثمّ طلب الجيشُ الإسلامي بتحييد النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ..في مكان معزول ، وأمهلوهم أسبوعا ..!
بعد مرور أسبوع نشبَ القتال بين الجيش الإسلامي والجيش الصيني ، وسَقطتْ الصين بعد معارك دامية ، وضُمّت إلى أقاليم الإسلام .
وهكذا ، الهدف الثاني بعد الصين ، اليابان ....إلــخ .
حتى وصَلوا إلى دول أهل الكتاب ، وفرضوا عليهم الجزية ، بما فيهم أمريكا .
أخي الفاضل السعيد :
هل هذا بالضبط هو
مرادُ الله ورسوله ؟
وما هي صورة الإكراه التي يأباها دينُنا
{ لا إكراه في الدين } { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } ؟
وجزاك الله خيرا .