لا عيدَ في العيد
شعر: محمد النعمة بيروك
لا عِـــيــدَ فــــي الـعِـيـدِ والأيّـــامُ تَـكْــرَارُ
والـــبُـــؤْسُ يَــعْـصِـفُ لا قُــــوتٌ وَلا دَارُ
لا رُوحَ فــــي الــــدّرْبِ إلّا رُوحَ عــابِـرِهِ
يُــســائِــلُ الــحَــيَّ أيْـــنَ الأهْـــلُ والْـجَـارُ
غـابـتْ دِمـــاءُ الأضـاحــي حَــلَّ مَـنْزِلَهــا
دَمُ الأهــــالــــي كـــــأَنَّ الــــدّهْـــــرَ دَوّارُ
وطَـلْـقَةُ الـعِـيـدِ ذابــتْ فــــي صَــدَى بَـلَــدٍ
مِـــلْــيُـــونُ طَــلْــقٍ بـــهِ والْــجَـــوُّ هَـــدّارُ
يَــشُــقُّ صَــمْــتَ الْــمَــدى شَــقًّــا فَـتَتْبَعُـهُ
ظِــــلالُ قَــــوْمٍ كــمَــا الأشْـــبَـاحِ تَـنْـهَـارُ
أيْـــنَ الــنِّــسَــاءُ عَــلَــى أكْــتَـافِـهِـنَّ أتَــتْ
حَـلْــوى "الـقَطائِفِ" و"الْـمَعْمُولُ" حَـضَّارُ
أيْــنَ الــصِّـغَـارُ بِــسَـاحِ الـحَـيِّ فــي سَـعَةٍ
إذْ يـلْـعَـبـونَ فــصـارَ الـحَـيُّ مَــا صَــارُوا
حَـتّــى الـجِـبــالُ بَـدَتْ ثَـكْـلــى يُـساوِرُهــا
حُـــزْنُ الـــبِــلادِ وَهَـــذِي الــنّــارُ والْـعَـارُ
أيْـــنَ الـعَــوائِــلُ فِــي حَــافَــاتِ أنْـهُـرِهــا
هَــلْ تُــدْرِكُ الْـمَوْتَ بـعْـدَ الْـمَـوْتِ أنْــهــارُ
والـطَّـيْـرُ يـبْـدُو عـلَـى الْـعَـرْعَــارِ مُـكْـتَـئِباً
لا الـطَّـيْـرُ طَــيْـرٌ وَلا الْـعَـرْعَـارُ عَــرْعَـارُ
أيْـــنَ الْـمَـفَـرُّ وهَــذي الـنّــــارُ مِـــنْ جِـهَـةٍ
تَــرْنُـــو وَمِــــنْ جِــهَــةٍ بَــحْــرٌ وأسْـــــوَارُ
هـلْ نَرْكَـبُ البَحْرَ حَـيْـثُ المَوْتُ مِنْ غَرَقٍ
أمْ نَـسْـكُـنُ الـبَـرَّ حـيْـثُ الـقَـصْـفُ والـنَّــارُ
مَــاذا أقُــــولُ لِــســانــي لــيْـسَ يُـسْـعِـفُـنِي
مَـهْـمـا أُحـــاوِلُ بَــعْــضُ الـشِّــعْــرِ غَــدّارُ
هَــلْ يَـكْـفُـرُ الْـمَـرْءُ بِـالأحْــلامِ يــا وَطَـنـي
أسْــــتَــــغْـــــفِـــ ـرُ اللهَ إنَّ اللهَ غَــــــفّــــــارُ