وقوف على الأطلال فأوبة الى المحبوب الذي ينبغي أن تبذل
في سبيله النفوس ثم خطاب لصديقي الشاعر ( ابن شحم )
و ذكر للشعر والشعراء
لَأَنــت الـسِّـحْرُ مَـلَّـكَنِي الـقصيدا
وأَنْـــت الـشِّـعْـرُ أَنْـظِـمُـهُ جَـدِيـدًا
وَأَنْـــت الــحُـبُّ أَعْــرِفُـهُ جَـمُـوحًـا
وَأَعْــــرِفُ نَــأْيَــهُ صَــلِـفًـا صـــدُودًا
وَأَنْــت الـنَّـفْسُ تَـنْـكَفِئُ انْـكِسَارًا
وَأَنْـــت الـقـلْـبُ مُـرْتَـحـلٌ شُــرُودًا
وَأَنْــــت الــلَّـيْـلُ مُـعْـتَـكِـرٌ ظَــلاَمًـا
وَأَنْــــت الــفَـجْـرُ مُـنْـبَـعِثٌ وَلِــيـدًا
وَأَنْــت لِــيَ الـيَـرَاعُ يَـفِـيضُ وَجْـدًا
فَـيَـسْطُرُ أَحْـرُفَ الأَشْـجَانِ سُـودًا
وَقَــدْ قــالَ الـعَـذُولُ رثــى لـحالي
كــأن الأمــر جَــاوَزَ بِــي الـحُـدُودَا
أَتَـمـضِي مِــنْ ضَـلاَلِـكَ فِـي قِـفَارٍ
غَــرِيـبًـا فِـــي مَـفَـاوِزِهَـا شَــرِيـدًا
أَلا تَــــدَعُ الَـتـنَـقُّـلَ فِــــي دِيَــــارٍ
خـــوالٍ بـالـبِـلى هُـجِـرَتْ عُـهُـودًا
طُــلُــولٌ غَـــادَرَ الـسُّـكَّـانُ قِــدْمًـا
مَـرَابِـعَـهَـا تَــهِـيـمُ بِــهَــا وَحِــيــدًا
تُــسَـائِـلُ رَسْــــمَ دَارٍ لا يــجِـيـبُ
وَتَــرْجُـو مِــنْ صَــدَى حَـجَـرٍ رُدُودًا
وَتَــهْـفُـو أَنْ يُــخَـبِّـرَ عَـــنْ خَــيَـالٍ
وَتَـــأْمَــلُ أَنْ يَــلِـيـنَ وَأَنْ يَــجُــودَا
تَــصَـبَّـرْ يَــــا خَـلِـيـلِي لا تُـغَـالِـي
فَـقَـدْ ظَـعَـنَ الـخَـيَالُ وَلَــنْ يَـعُـودَا
أَجَـبْـتُـه بـالـمَـقَالَ الـدَّمْـعُ يَـجْـرِي
ذَرُوفًـــا إِذْ هََــمَـى عَـبَـرَ الـخُـدُودَا
أَنَــــا حُــبـي مَـسَـاكـنُهُ فُـــؤَادِي
فَـلَـسْـتُ الـدَّهْـرَ أَحْـسَـبُهُ بَـعِـيدًا
فَـمَا فـي الـحُبِّ مـنْ هَـرَبٍ إِذَا مَا
دَعَــانِــيَ أَنْ أَتُــــوبَ وَأَنْ أَعُـــودَا
فَـــإِمَّــا أَنْ أَجُــــودَ بِــهَــا ذَلِــيــلاً
وَإِمَّــــا أَنْ أَســيــرَ بــهَــا مُــرِيــدًا
كَــذَا شَــرْعُ الـمَـحبَّةِ يَـا صَـدِيقِي
فَـــلاَ أَنْـــفٌ يُــشـالُ بِــهَـا عَـنِـيدًا
فَــأُثْـنِـي عُــنْــقَ رَاحِـلَـتِـي إِيَــابـا
إِلَــيْــهِ دَعَـــا لأِشْــهَـدَهُ شُــهُـودًا
وَأَلْـهَـمَنِي الـمَـطَالِعَ مِـنْ قَـصِيدِي
فَــأَنْـظِـمُـهُ لَــكُــمْ أَدَبًــــا فَــرِيــدًا
وَأُرْسِـلُ مِـنْ هَـوَى كِـبِدِي نَشِيدًا
فَيُشْرِقُ فِي دُجَى الأَشْوَاقِ عِيدًا
وَيـــولَــدُ فِـــــي بَــوَادِيـنـا رَبِــيــعٌ
بــــــهِ تـــزْهُـــو قََــوَاحِـلُـهَـا وُرُودًا
وَلُـــوعٌ بِـالـبـيَانِ فُــرُحْـتُ أُزْجِـــي
سَــخِــيًّـا مِــــنْ لآلِــئِــهِ عُــقُــودًا
أَلاَ لــلــهِ دَرُّكَ يَــــا ابــــنَ شَــحْـمٍ
إِثَـــارَتَـــكَ الــكَــوَامِـنَ وَالــتَّـلِـيـدَا
فَــقَـدْ أَعْـــدَدْتَ لِـلـشُّعَرَاءِ كَـأْسًـا
تُــنَـازَعُـهـم مُــدَاَمَـتَـهَـا سُــهُــودًا
فَـمَـا مِـنْـهُمْ سِــوَى دَنِــفٌ صَـرِيعٌ
وَمَــوْصُـولُ الـحِـبَالِ دَعَــا الـمَـزِيدَا
بِـسـاحـتـنا أقِـــمْ لــهُـمُ عـكـاظـا
نـــرى كـعْـبـا يـفِـيءُ نــرى لـبـيدا
ولا تــنْــس الــفــرزدق أو جــريـرا
وَ صِـــحْ بـهـما : تـمِـيمٌ والـعـهودا
و عـنـترةُ الـحـروب أتــاك يـسعى
بِـنَـاقـتـه وقــــد خــلــع الـحـديـدا
و هــا هــو جـاءك الـمتنبّ زهْـوا
كـــمِ الـتـمس الـعُـلا يـجـتاز بِـيـدا
و حــسّـانُ الـقـوافـي لـــوْ أتـاهـا
لأتْــحَــفَــنـا بـــــــه دُرّا نــضــيــدا
هـــمُ كـثُـرٌ فــلا تــكُ خَـلـفَ غــاوٍ
ولازم بــالـتُّـقـى قــــولا ســديــدا
فـمِـنْـهُمْ كَــمْ خَــلاَ مَـلِـكٌ ضَـلِـيلٌ
تَــمَـادَوا فِـــي غِـوَايَـتِـهِمْ بَـعِـيـدًا
وَكُـــل مُـخَـنَّـثِ الـعَـزَمَاتِ أَكْـهَـى
سُـــدًى وقَــفـوا حَـيَـاتَـهُمُ عَـبِـيدًا
عَــلَـى عَـتَـبَـاتِ حُــكَّـامٍ تَــدَاعَـوا
فَـيُـبْذَلُ شِـعْـرُهُمْ بَـخْـسًا زَهِـيـدًا
وَمَـــنْ يَـتَـمَـلَّقِ الـحُـكَّـامَ زُلْــفَـى
قَــضَـى بِـبَـلاَطِـهِمْ دَنِــسًـا بَـلِـيدًا
وَمِـــغْــوَارٌ لِــدِيـنِـهِ وقـْـفُ حَـقٍّ
كبتّارٍ فـــرى عَـضْـبًا هَـنِـيــــدًا
أَلاَ طَــابَـتْ مَـجَـالِـسُكُمْ خَـلِـيـــلِي
وقــدحٌ قــد سَـقَـيْتَ بِــهِ الـوُفـودَا
وَمَـــنْ بِـالـوَصْـلِ خَـمْـرَتُـهُ حَـــلالٌ
تَـعَـاطَى الـكَـأْسَ مُـغْتَبِطًا سَـعِـيــدًا