تخرج من الزنزانة المكتظة، لترجع الروح المنهكة، والشمس تلفحك. رنّ هاتفك: " كالإسعاف أريدك حالاً".العرق يتصبّب، وتمني نفسك بقبض ما فات منذ أشهر عجاف، وتذكّر زوجتك المريضة، لقد سافرت عنها.
طلّق نفسه.
قصة بقلم: عباس العكري "البحرين"
تدخل المكتب الواسع، وتلتفت للوحة " المهد إلى اللحد". يصبّ المدير القهوة في فنجان مزركش بالنخيل، يرتشفها بسرعة فيلسعه لسانه ويرمي الفنجان بقوة، يصرخ: أف، مر في مر، خذ الورقة واقرأها بتمعن! اليأس يقيّدك "أيها ...! هيهات أن تندمجوا مهما عمّرتم، فلتعتذر!.
المدير: كلانا ...! لكنّك الحلقة الأضعف، بقيتْ أيام ونقرر حينها تجديد عقدك أم ... اكتب رسالة اعتذار الآن. خرج المدير وأغلق خلفه الباب بقوّة. يصيبك صداع رهيب، والخيبة تعتريك: "كما فعل زملاؤك، وإن أبيت ستزداد ذلا". ثم تلتها عاصفة: دخل متأخرًا كعادته، وهو يمضغ العلكة، ورائحة السيجارة تفوح منه، أشار بأصابعه وشتمك، ثمّ بصق العلكة.
نبضات قلبك تزداد، تنظر لفنجان القهوة المُلقى على الأرض ,تشعر بأنّه يخاطبك: "لا تكن مثلي تهتزّ بيدهم". رجع المدير يحدّق في السّقف، يبحث عن أسرار الآيتين الثانية والثالثة من سورة الطّلاق ..
طلّق نفسه.
قصة بقلم: عباس العكري "البحرين"