فَارْفَعْ بِضَمٍّ ، وانصِبَنْ فَتْحَاً و جُرّْ كَسْرَا كـ (ذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرّْ) واجْزُمْ بِتَسْكِيْنٍ ، و غَيْرُ ما ذُكِرْ يَنُوبُ نَحْوُ : ( جاء أخو بني نَمِرْ)
هذهِ الأبياتُ الأربعة في بيان علاماتِ الإعراب و مواضِعها ، فقال _رحمهُ الله تعالى_ اجعل الرَّفْعَ و النَّصبَ للاسم نحْوُ : كَلَّمَ عَبْدُ اللهِ زَيْداً ، وللفعلِ المُضارعِ أَيْضَاً نحو : سَأُصلي و لنْ أهَابَ أَحَدَاً .
والبيتُ الثَّاني يشتملُ على قاعدتينِ كُلّيتينِ:
الأولى : الجَرُّ مِنْ خَصَائِصِ الأسْمَاءِ ، و الثانية : الجَزْمُ مِنْ خصائصِ الأفعال ،
و الجزمُ لا يكونُ إلا للفعلِ المُضَارع .
فإذا أردت أنْ ترفعَ أو أنْ تنصِبَ أو أنْ تَجُرَّ أو أن تَجْزمَ فارفع بالضمِّ وانصبْ بالفتحِ ، و جُرَّ بالكسرِ ، و اجزمْ بالسُّكون ، مثال الرفعِ و النَّصبِ و الجرِّ (ذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرّْ) ، (ذِكْرُ) مرفوعٌ و علامة رفعهِ الضَّمة ، (اللهِ ) ولفظ الجلالة علامة جرِّه الكسرة ، ( عَبْدَهُ ) منصوبٌ و علامة نصبهِ الفتحة .
و مثال الجزم بالسكون قوله تعالى : (( لمْ يلدْ (3) و لمْ يُولدْ(4) ))، وقوله :
(، و غَيْرُ ما ذُكِرْ يَنُوبُ ) معناهُ أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ من هذا فإِنَّهُ ينوبُ عن هذه العلاماتِ نَحْوُ : ( جاء أخو بني نَمِرْ) فكلمة ( أخو) الرفع فيها _ هُنَا _ ليس بالضمة ولكِنَّهُ بالواوِ نيابَةً عن الضمة ، و (بني ) مجرورو الشأن أن يجرَّ بالكسرة ولكنه جُرَّ _هاهُنَا _ بالياءِ نيابةً عن الكسرة كم سيأتينا بحول الله تعالى .