زحاف " العقل " في بحر الوافر
لقد سبق وأن كتبت قصيدة بعنوان " شرفتي وأنس " في ملتقى الشعر , وهي على بحر الوافر المجزوء:
مفاعلتن مفاعلتن ... مفاعلتن مفاعلتن
وضربها هو مفاعيلن ويسمى " المعصوب "
وورد في القصيدة بيت :
عـروضـُـتـهــا مـفـاعَـلـتـن
و ضــربــهــا هَــوى بـِـكْـرا
واعترض الأخ الشاعر سلطان آل سبهان والأخ الشاعر عبد الحكم والأخ الدكتور جمال على الشطر الثاني
حيث وردت فيه التفعيلة الأولى ( وضربها ) على وزن ( مفاعلن ) , وقد استجبت لرغبتهم وغيرتها إلى :
" وفي ضربٍ هوى بكرا "
وقد أوضحت جواز هذا الزحاف , استنادا لما ورد في كتب العروض وأحدها هو " ميزان الذهب في صناعة شعر العرب " للسيد أحمد الهاشمي.
وهنا أقتبس ما ورد في مخطوطة " الجامع في العروض والقوافي " لأبي الحسن أحمد بن محمد العروضي المتوفي سنة 342 هـ :
" الزحاف في مفاعلتن " :
- سكون خامسها وتصير مفاعيلن ويسمى " المعصوب "
- سقوط الياء من مفاعيلن وتصير مفاعلن ويسمى " المعقول "
- سقوط النون من مفاعيلن وتصير مفاعيلُ ويسمى " المنقوص "
- الياء تعاقب النون , إن سقط هذا ثبت ذاك.
- يجوز فيه الخرم والخرم فيه يسمى بالعضب , وتصير مفاعلتن فاعلتن وتقلب إلى مفتعلن.
أو مفاعيلن وتصبح فاعيلن وتقلب إلى مفعولن ويسمى " الأقصم "
وإن خرم وهو منقوص تصبح مفاعيلن فاعيلُ ويقلب إلى مفعولُ ويسمى " الأعقص "
وإن خرم وهو مفاعلن صار فاعلن ويسمى " الأجم "
- في ضرب المجزوء الأول " مفاعلتن " لا يعصب لكي لا يلتبس بالضرب الثاني " مفاعيلن "
والأمثلة التي وردت بالمخطوطة :
إذا لم يستطعْ شيئاً فدعهُ ...وجاوزهُ إلى ما تستطيعُ
( مفاعيلن مفاعيلن فعولن ... مفاعيلن مفاعيلن فعولن)
وهو معصوب.
لسلاّمةَ دارٌ بحضيرٍ ... كباقي الخلَقِِ السحقِ قفارُ
( مفاعيل مفاعيل فعولن ... مفاعيل مفاعيل فعولن )
وهو منقوص.
منازلٌ لِفرْتنا قفارٌ ... كأنما رسومها سطورُ
( مفاعلن مفاعلن فعولن ... مفاعلن مفاعلن فعولن )
وهو معقول.
إن نزل الشتاء بدار قومٍ ... تجنبَ جار بيتهم الشتاءُ
( مفتعلن مفاعلتن فعول ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
وهو مخروم.
ما قالوا لنا سددا ولكنْ ... تفاحش قولهم وأتوا بهجرِ
( مفعولن مفاعلن فعولن ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
وهو أقصم.
لولا ملكٌ رئفٌ رحيمٌ ... تغمّدني برحمتهِ هلكتُ
( مفعول مفاعلتن فعولن ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
وهو أعقص.
أنت خير من ركب المطايا ... وأكرمهم أبا وأخا ونفسا
( فاعلن مفاعلتن فعولن ... مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
وهو أجم.
ما على المليحة من جناحٍ ... لكنَ على رقيبها الجناحُ
( فاعلن مفاعلتن فعولن ... مفتعلن مفاعلن فعولن )
وهو أجم , معقول وأعضب.
وهكذا فقد ورد أيضا :
" إذا ورد بيت من هذا الباب فليس يخلو من أن يكون أوله ( مفاعلتن , مفاعيلن , مفاعيل , مفاعلن , مفتعلن , مفعولن , مفعول , أو فاعلن ) والجزء الذي بعده ليس يخلو من أن يكون ( مفاعلتن , مفاعيلن , مفاعلن , أو مفاعيل ) والجزء الذي بعده إن كان سداسيا فهو ( فعولن ) فقط .
والنصف الآخر مثله وأجيز فيه الخرم أيضا.
.................................................. .................
ومن ذلك يتضح إمكانية المجيء بتفعيلة مفاعلتن على وزن مفاعلن كما وردت في أصل البيت:
عروضتها مفاعلتن ... وضربها مفاعيلن
وتقبلوا تحياتي وتقديري