|
" لحن الرصاص " |
هـزَّ المصـانعَ والفـرائصَ عـنترُ |
وأذلَّ أنفَ الغـاصـبينَ بعـزمـةٍ |
لمَّا طغَـوا في أرضِنَـا وتجـبـَّرُوا |
فـأذاقـَهمْ كـأْسَ الهـوانِ بكـفِّـهِ |
وأظلَّـهمْ لـيلُ المنـايـَـا الأكْـدَرُ |
ألقـى على تلِّ الـربيـعِ رِحَـالَـهُ |
فبدتْ بـراكـينُ اللظـى تتفـجَّـرُ |
وتراكـضتْ تلكَ القـرودُ ذلـيلـةً |
واللـيـثُ منْ خلفِ الطـرائدِ يـزْأَرُ |
فترى رؤوسَ القـومِ كيفَ تدحرجَتْ |
وبقيـةَ الأشــلاءِ كـيفَ تُبَعْـثَـرُ |
والنجمـةَ الزرقـاءَ كـيفَ تحطَّمَتْ |
وخـرافَـةَ التلمـودِ كـيفَ تُعَـفَّرُ |
لـتتيـهَ أعــلامُ الجهـادِ أبـيـةً |
وتذلَّ أعنـاقُ اليهـودِ وتَصْــغُـرُ |
ليخـطَّ في سِـفْرِ الإبَـاءِ قصـيدةً |
بدمِ الشـهـيدِ على الأديمِ تُسَـطَّـرُ |
ليريكَ في الهيجـاءِ جُـنْدَ محـمـدٍ |
وكـتـائـبَ الأحـرارِ حينَ تُكَـبِّرُ |
نطقَ الشـهيدُ بعـزمِهِ وحـزامِـهِ |
وبصيحـةِ التكـبيرِ خَـرَّ المُـنْكَـرُ |
نطقَ الرصـاصُ وما ترددَّ لحـنُـهُ |
إلا ودانَ لصـوتِـهِ المـسـتكْـبِرُ |
ياعنترَ الهيجـاءِ مـزِّقْ شـملَـهُمْ |
إن السـيوفَ على زنودِكَ تُكْـسَـرُ |
حطِّمْ جـدارَ الصَّمْتِ ياأسـدَ الحِمَى |
حـتَّـى يقـومَ المـارِدُ المـتدَثِّـرُ |
حتـى يفيقَ القـومُ مِنْ غَـفَلاتِـهمْ |
ويصـيحَ في تلك الجمـوعِ الأزهرُ |
ويرددُ الأقصـى صـدَى أنشـودةٍ |
تزهُـو بألحـانِ الجـهـادِ وتَحْـبُرُ |
والصخرةُ الشمـاءُ ترقصُ نشـوةً |
ويكـبِّرُ البيـتُ العـتيـقُ ويَجْـأَرُ |
اضربْ لعلَّ الصمَّ تسـمعُ صـرخةً |
أويسـتقـيمَ الخـائـفُ المتعَـثِّـرُ |
أوعلَّ أفـئدةَ الخـوالِفِ تَسْـتَقِـي |
كـأْسَ الإبـاءِ ويخفقُ المتحَـجِّـرُ |
أوعلَّ فجرًا مِنْ وميضِ حـزامِـكمْ |
يسـرِي بأغـوارِ الجليلِ ويُسْـفِـرُ |
أوعـلَّ طـفلاً ينتشِـي مِنْ عِـزَّةٍ |
فيثـورُ مِنْ قبلِ الفطـامِ ويكْـبُـرُ |
أو عـلَّ أجنحـةَ الإبـاءِ تظلُّـنَـا |
أوعـلَّ أحـرارَ العـقـيدةِ تَنْـفُـرُ |
أوعلَّ بركـانـًا بأطـباقِ الثـرى |
يُحْـمِـي ترابَ الأرضِ أو يَتَفَجَّـرُ |
أو تعصفُ الريحُ السـمومُ عشـيةً |
تذرو هشـيمَ الغـاصـبينَ وتَنْثُـرُ |
أو يسـقطُ الجمـرُ المسـوَّمُ بغـتةً |
وعلى رؤوسِ المجـرمـينَ يُمَـطَّرُ |
لايرفـعُ العلمَ الأبَّـي سِـوى فتىً |
يزهُـو بأحـزمـةِ الفـداءِ ويُنْـذِرُ |
تـزهُـو بأفـواهِ البنـادقِ كـفُّـهُ |
والأرضُ مِـنْ أقـدامِـهِ تَتَفَـطَّـرُ |
وتراهُ إنْ ريعَ الحِـمَى مُـتَـوَثِّبـًا |
يحمِي العـرينَ بعـزةٍ ويُزَمْـجِـرُ |
اللهُ يـاأهـلَ الربـاطِ نصـيرُكُـمْ |
ربُّ السـمـاءِ البارئُ المتكَـبِّـرُ |
لا تخضعُـوا إنَّ الجهـادَ سـبيلُكمْ |
والنصـرَ في محـرابِـهِ فتدبَّـرُوا |