لا احمل النبوءات
و لم اغتسل بضوء السماوات قبيل الفجر
لم أتعمد بوصايا النهر
ولا امشي حافيا فوق سطح الماء
لا عصا لي
و لست يوسفي النبع
أنا ابن آدم
ابن قابيل
ابن الحياة
لي حصتي من الخطايا
و علاقتي السرية بالأحلام
أضاجع الأمنيات كي تلدني خارج بوتقات العمر الضيقة
وتمنحني اسما جديدا لا يشبهني
لي وجهي الذي اعرفه و تعرفه المرايا
رفيقي مذ تعلمت رؤيتي في عيون الآخرين
و لي سُمرتي التي أحبها
ولي علاقة حبية مع بقية الألوان
هوس بالأخضر المشع على جسد الأوطان
غرق غير مبرر بالأزرق و اللازوردي
ارتباك مبرر في حواري الأحمر
شغب ممنهج في لجة الحنطي
خيانة مشروعة للأسود المتورط
في فساتين الأغنيات
اندس خفيفا تحت إبط اللون
استكشف لهجات القمح و النرجس البري
استكشف انعتاق الحمام و تعرّق المقامات على فم النايات
وأتوه في امتزاج اللون المنعكس من خبرة اللحن
لي ارتباط عميق التداني بالأبيض المتوحد بصهوة الغداة
و انبلاج لجوج من ضحكات الأصفر المتغاوي بالانهزام
ورفقة شهية مع لون الطين الصابر على حمق العابرين
لي انصياع كثيف لصدفة لا تأتي
اعلق على رأسها قنديل القصيدة
و اسهر
و لي اختلاقاتي العجولة في جني اللبن
و نشوة الشهد و عبث الفراشات
لي انصرافي نحو كينونة التلاقي بالمحال
و لي كعوبي المهترئات في شوارع الممكن النحيل
لا نبوءة في جيبي
و قميصي ضيق في البرد
اقترف الحب كثيرا
أنا قوت الحب
و الحب قوت الأرواح الجائعة
لا أبالي بالأمد البعيد
في الغد ليل و فجر جديد
و الوقت أبو المفاجأة
ولا ثبات حتى في شكل الحديد
لي بيّ
ما لي
و ما تبقى موزع على الهناك و النغم الشريد
اقتات خطاياي
أتوب
ولا أتوب
امشي إلي
و اخرج من نزهة الذنوب