وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم أخي الكريم الشاعر الأستاذ محمد محمد أبو كشك
أما عن وزن شطور الأبيات الأولى فهو مطابق لوزن شطور الأبيات التالية كلها. فلم وكيف ميزتم خللا في وزن شطور الأبيات الأولى دون سواها؟!
أعلم أنكم تراجعتم عن نقطة وجود الخلل في الوزن في المشاركة التالية لهذه. وهذا ما يدعوني ﻷن أحييكم على هذا التراجع الذي يدل على التزامكم القاعدة التي تشيرون إلى وجوب التزامها .
في الحقيقة . ليس هناك علم أحوج إلى التزام القاعدة أكثر من علم النقد . ﻷنه - كما تعلمون - متاح لتأثيرات التعبير الأدبي ذات الطابع الانطباعي ، والتي لا تجبر الناقد على تبرير كل حكم يطلقه على كل جزئية من جزئيات النص المنقود منفردة .
لذا فإن أكثر النصوص المنقودة تعرضا للظلم هي تلك التي يتبع ناقدها أسلوب التعبير الانطباعي المقتضب غير المبرر لكل حكم جزئي مهما كان هذا الحكم محدودا.
ومن ذلك مثلا تعبيركم " البحر اللزج "
فكلمة " اللزج " صفة محمولة على محمل التذوق الأدبي الانطباعي الشخصي الذي يختلف بين قارئ متذوق وآخر . ولا علاقة لها بعلم النقد .
ﻷن تعابير العلم - كما تعلمون - تنحصر في استخدام الدلالات اللغوية العامة والمتفق عليها والتي يمكن ضبط معناها وتحديده بدقة متناهية بحيث لا بختلف اثنان على احتمالات الدلالة اللغوية .
وإذا كان الناقد يرغب باتباع أسلوب النقد الانطباعي الشخصي واستخدم مثل هذه المفردات غير محددة الدلالة فعليه أن يوضح مفهومه الشخصي لهذه المفردات كي يساعد القارئ على تصور المعنى المراد من تلك المفردات. وأنا لم أفهم بالضبط ماذا تقصد ب(اللزوجة ) فهي مفردة تنتمي عندي لقاموس الخصائص الفيزيائية .وتعني: درجة معينة من سماكة أو كثافة السوائل. وعندما حاولت إسقاط هذ المعنى على البحر الكامل الأحذ الذي استخدمته إيقاعا وجدت أن أقرب احتمال للمعنى المراد هو عدم انسياب الإيقاع . ولكن - وبما أنني لست أنا من اخترع هذا الإيقاع - أردت أن أفهم سر اللزوجة فيه من وجهة نظركم. وهو ما لم تبينوه بكلام واضح مفهوم يفيدني ويفيد غيري من الشعراء الذين يستخدمون هذا الإيقاع.
الرفع جائز والنصب جائز .
المشكلة أستاذي الكريم أن شعور الشاعر هو أمر واقع وقسري ومفروض على الشاعر نفسه قبل أن يشارك به الشاعر قراءه. فلا يمكن للناقد أو القارئ أن يقترح شعورا آخر للشاعر كبديل له يلائم رغبة القارئ.
وقد كان شعوري بأبعاد معاني كلمة "المطلق" وأنا أكتب مطلع القصيدة يملأ وجداني . فهل لديكم حل لهذا يجنب القارئ أن يتلقى الثقل الذي أردت له أن يتلقاه عبر هذا اللفظ الذي كررته ﻷثقل على القارئ بمقدار الثقل الذي أشعر به وأردت التعبير عنه ؟
لماذا كان من الأفضل توحيد الزمن؟
أعطني مبررا يجعلني أقتنع وأغير الزمن.
أنا أرى الاختلاف في زمني الفعل يعطي للمدى الزمني مجالا أوسع في الامتداد وهذا يناسب دلالة المطلق أكثر .
فلو اقتصرت على الزمن الماضي أكون قد حددت الماضي فقط وجعلت المدى الزمني أقل. ولو اقتصرت على المضارع أكون قد حذفت الماضي وجعلت المدى الزمني أقل . بينما إشراك زمني الفعلين ماضيا وحاضرا يزيد من اتساع المطلق الذي يدل على الاتساع والذي يرفض التحديد .
ما معنى " غريبان " ؟
من عادتي عندما أقرأ نصا شعريا بغرض نقده أن أقف على كل بيت وقفة تأمل وتدبر ومعالجة ذهنية قبل أن أعلن استغرابي.
ما وجه الشبه بيني وبين الفصل ؟
وجه الشبه هو (التحول) . فالفصل لا يستقر أبدا وإنما يتحول عند مروره بين فصلين، فصل قبله وفصل بعده حتى ينقضي .
لماذا لم تستحسن التشبيه ؟ ألا تستحسن حقيقة التحول في الإنسان ؟ هل الإنسان كائن ثابت على حاله لا يعاني لا تحولا ولا تبدلا مع مرور الزمن ؟
نعم الفصل يبقى مدة. ولكن هذه المدة من منظور دوران الفصول وتعاقبها وتتاليها ما هي إلا برهة قصيرة بحكم زوالها. ألم تر أن الله تعالى قد شبه الساعة بلمح البصر ؟ فهل الساعة تمر حقا بلمح البصر ؟ فأين نحن من البلاغة والكناية؟
لفظ " التو " كناية عن السرعة .وليست توصيفا علميا في تقرير علمي يتحدث عن مواقيت الفصول وتقلباتها على سطح الأرض.
ومن يتحدث عن طلب الغربة ؟
طيب حضرتك فهمت أن كلمة " مستغرب " تدل على أن الفصل يطلب الغربة . فكيف فهمت كلمة " مستشمل " ؟ هل فهمتها على أن الفصل يطلب " الشملة " ؟ أو " الشمل" ؟ أو لم الشمل ؟
طبعا لا . لاحظ كلمة " مستشرق " التي تدل على الاتجاه للشرق .وانظر في معنى مستفرب ومستشمل الذي يتناول الاتجاه للجهات الأخرى من الأرض. فحرف السين في كل تلك المفردات يختصر ويختزل معنى ( الاتجاه إلى ) فبدلا من القول : " يتجه إلى الغرب أو يتجه إلى الشمال أو يتجه إلى الشرق " اقول : " مستغرب ، مستشمل ، مستشرق " أرأيت إلى وظيفتي الاختصار والتكثيف اللتين أداهما حرف السين ؟
الشطر الأول ليس تاما وكذلك الشطر الثاني. والوزن غير مكسور كما أشرت حضرتك آنفا. وأشكرك على إشادتك بالبيت.
ليس ثمة أي تكرار.
ولو كنت أعلمتني كيف فهمت البيت السابق وتاليه لبينت لك أنني لم أكرر الفكرة . وليس هناك أي تكرار.
أسعدني جدا تعقيب الشاعر الأستاذ أشرف حشيش عندما عقب على هذا البيت وسابقيه بعبارة أكدت لي كمال مستوى الاستقبال عنده عندما تلقى هذه الأبيات.
إن لم تستشعر بشعوري أخي الكريم فلن تستوعب الصورة التي أردت التعبير عنها.
لا . الموجة لا تجيء وتروح.
الموجة تجيء فقط . وبعد أن تصل إلى الشط وتصطدم بصخوره تتلاشى وتزول . فكيف يمكنها أن تروح مرة أخرى ؟
ثم إنني أعلم أن الموجة لا تغرق. وهذا ما أردت أخباركم به في البيت. وهذا ما أريدكم أن تفكروا بدلالته ومعناه.
الموجة لا تغرق في بحرها.
إذن . فيجب التسليم بهذه الحقيقة . التي تعني أنني لن أغرق في بحري بل سأصل إلى الشط وأؤدي رسالتي. ألم أقل إنني أنا الموجة ؟
تلعق ؟!
هههههههه
ماذا تلعق ؟ ولماذا أقول " تلعق " ؟ هل أنا ألعب لعبة الإتيان بألفاظ الجناس؟بهدف الإتيان بالجناس؟
هلا نظرت قليلا في معنى البيت أخي الكريم ؟
أقول لكم : إنني لن أعلق في شهد الهوى . ﻷن النحلة لا تعلق في شهدها. فهي التي تصنع الشهد وهي الخبيرة بصنعتها. فكيف تعلق بشهدها ؟ وأنا مثل تلك النحلة الحاذقة التي لا تعلق .
فهل تريدني أن أقول :
لعلقت في شهد الهوى دأبا** لو نحلة من شهدها تلعق ؟
طيب ماذا أستفيد ؟ أستفيد أنني ربطت علوقي في شهد الهوى بشرط أن تلعق النحلة شهدها .
ولكن النحلة تلعق شهدها فعلا. فهل تريدني أن أتراجع عن موقفي وأعلق ؟
ههههه
إذن لماذا كنت أكتب كل تلك الأبيات وأنا سأنقض أفكارها بمجرد أن تلعق النحلة شهدها .... ؟
شكرا.
وددت لو أنكم أشرتم إلى ألفاظ الحشو. كي نناقشها ونتبين نصيبها من الحشو .
وأما ضيق البحر فقد ناقشناه.
إلا أن ضيق القافية سيكون له مناقشة أخرى بإذن الله.
كل الشكر لحضوركم وقراءتكم
حفظكم الله