الأحلام لا تشيخ
شيء أكبر من الفرح يشرق الليلة في وجداني ،فيوقظ في قلبي وهج ذكريات تتجاوز حدود المعقول ،ويدفعني إلى الدخول في لحظة تبتل خاص ،بعيدا عن ضجيج الحاضر ،ونعيق الغوغاء،لأمارس لعبة الإمساك بالزمن الهارب ،وأدخل بهدوءإلى باحة الماضي الجميل، تحمل إلى نسائمه عبيرا له مفعول السحر ، وتـأتيني فجأة تفاصيله في صور شتى ،تتفجر في داخلي شلالات وهج،فتنتشي جوارحي وترقص حواسي ، أنا الآن أعيش اللحظة الباسمة ،وأعانق أرقى درجات الوجد،الألم ينهزم والانكسار يتبدد،وجسرالأمل يمتد بأثر رجعي ،ينفلق الفجر ويطل وجه أمي وضيئا،إلى صدرها تضمني ،تربت على كتفي ، وتقول :أيها الفتى الحالم الطريق مازال أمامك طويلا ،وتذكر أن الأحلام لا تشيخ ،أنت فارس ، والفرسان لا يترجلون ساعة المعركة ، عد إلى ساحة الوغى،واكتب الحاضر بسيفك ".