هذه القصيدة مرة أخرى بعد أن عدلت بيتاً كان مختتماً بكلمة تكررت وهو البيت القائل : (وشعبٍ لأدنى عيشة ما يكابده) فغيرت البيت والكلمة المكررة بكلمة أخرى لأني لم أتنبه إلا عن قريب
كما أضفت أبياتاً ثلاثة أخرى
القصيدة بعنوان : أنا وشيء من نفسي
قضى أسفـــــاً فالدمعُ تجري مواردُهُ
وليس لَهُ إلا الضَّـــــــنى ما يكابدُهْ
تمصَّصَ من ذا العـــيــش درَّةَ حافلٍ
ســـواءٌ عليه رائــــــــــجٌ وكــــواسدُهْ
تبدّت ليَ الأشـــــــياءُ تدعو مغرراً
فسرتُ سليـــــــــــــمَ القلبِ والظنُّ رائدُهْ
وقلت لنفسيْ إنما العيشُ ساعـــةٌ
ومن أدرك اللذات فالدهرُ ســـــــاعدُهْ
وبين أنا في مونــــق النورِ خائضاً
كأني سمــا شمسٍ أضــــاءتْ فراقدُه
إذا موقعُ النفسِ الظلومِ بمــــزلقٍ
فسلْ لا تسلْ ما جرحُ عمــري وضامدُه
كأني بِلَيلٍ كلَّما سرتُ مـــــــــاثلاً
على كل دربٍ تُســـــــتشفُّ مــــــــــــــــــواردُه ْ
ومن أوجع الأشياءِ في النفس بارحٌ
ألحَّ فلا تنـــــفكُّ تكــــــــــــــــوي زوائدُه
وتيَّاه نفسٍ والسقـــــــــــــامُ تـــــــــــردّه
أيا شجــــرَ الآمـــــالِ والدهرُ خاضدُهْ
فيا أيَّها السقم الذي يســــــتزيرني
أموموقُ عشـــــــــقٍ والضـنى أنت واجدُه
ألا قاتل اللهُ الصـــــــبابةَ إنِّهـــــــــا
لثكل الفتـــــــى والعيش لاحت شواهدُه
وما غرني إلا افترار شبــــــــــيبتي
عن الحســـــــــــنِ كالأزهارِ فُتــــــِّــقَ مائدُه
فهل ترجع الأيامُ ما راح جاهداً
بليت بلى الأطــــــــــــلال لو ما أعـــــاودُه
فمن كان عن ريب الزمان مباعداً
فإني تقصـــــدْني من الريـــبِ عامدُه
رعيت بها المــــرَّ الذي لو به رعـــــى
على الملكِ داودٌ لضجَّت مراقدُه
أفق يا فتى إنَّ الحيـــــاةَ غضــــاضةٌ
تعاطيــــك كأساً ليـــــس صفواً عوائدُه
أسامرُ في الأسحــــارِ حزناً يشفني
وتضـــــــــحكُ بلوى بعد بلـــــوى تعاودُه
ولو أن نفساً صــــوّرت من حياته
لكان الشقا لكــــــــــــــنًّ ربــــاً يســـــــــاعدُه
كذا أبداً أنا نحنُّ لغـــــــــائبٍ
كأن الذي قــــــــد حاز شيئــــــــــــاً لفاقدُه
أنا قصة المعنى الذي كان غائبا
فجاء إلى دنيــــــــــاه تُجـــــــــــــــــلى فرائدُه
رصانةُ فكرٍ فــــــــي تقاطيعِ أظــــــــرفٍ
فلو أن عقــــــــــــلاً ناطــــــــقٌ (ياهِ) خالدُه
ألا للهــوى ما ناح طيرٌ ولا هفا
إلى أملــــــــــحٍ حلوٍ غضــــــــــــــيضٍ أراصدُهُ
سقاني دمــــوع الهجرِ فابتلَّ خافقي
وغنى على الآمــــــــــــــال فانهلَّ جامدُهُ
تباعد تيّاهاً وثاب معاتباً
بنفسي الذي أهوى وتحلو مقاصدُهْ
ومن راح هذا العمر هدراً ولم أزل
على كل ما ألقاه منه أطاردُهْ
حناناً لعينيها لقد زاد ما أرى
وماذا من التشويقِ ما لا أشاهدُه
وما كنت ممن يدخلِ العشقُ قلبه
ولكنَّ من يــأباه لانــــــــــتْ معــــــــــــــــاندُه
كأن الهــــوى يأتي على غيــــــرِ موعدٍ
وأوجعُ ما لاقيتَ حبٌّ تراودُهُ
جنيت من الأشـــــــــــــواق قلبـــــــاً متيماً
ومن لوعة الــــــتذكارِ ليلي وســــاهدُه
فيا نظرةً في أسفلِ القلبِ نارهــــــــــــا
وفي اللحظِ جنـــــــاتُ النــــــــــعيمِ وعائدُه
فآهٍ مع الآهـــــــاتِ ليســـــتَ كغيـــــــرِها
أنا واحد الأشــــيا وما بي مــــــــواحدُه
تعلمت من أمي وجـــــدي بأنــــــــــــــه
إذا صــــــــــح دين المـــــــــرء فالله حافدُه
فلا والذي أعطى وأقنى وأضحكت
عطاياه ثغراً سوف تبقى محامدُه
فإن الذي في النفس أصفى من الندى
وأحلى من الشهد المصـــــفى معاقدُه
ومن يزرع الأيام ورداً يشمّهــــــــــــــا
ومن يزرع الأشــــواك فالشـــــــوك حاصدُه
ومن يسألِ الحاجات في الناس يلْقَها
على مــــــرِّ أيــــــــامٍ هــــــــواناً يشاهدُه
وما تنبو الأيامُ إلا بأصــــــــــــــغـــــــ ـــرٍ
إذا رام أمــــــــــراً أزلقــــــــــــته محـــــــــــــاقدُه
وما شـــــرف الأيـــــــامِ غيري ومن غدا
يــــدافع مثنى الــدهرِ والفــــــذُ واحـــــدُه
مضت سنة الأيـــــامِ في النــــــاس أنها
يُخلّد وِلْدٌ لم يخـــــــــــلدْه والـــــــــــــــــدُه
دناً قُسِّمت ما بينَ راعٍ ومكثـــــــــــــرٍ
وشعبٍ من الإقتار ضاقت مواردُهُ
فقسمٌ مع اللـــــذاتِ والليلُ شاهدٌ
وقسمٌ فتات الخبـــــــــزِ أضــــــحت موائدُه
فأين الذي يُخْشى ويرجى ويتقى
أما للهوى نهــــــــــــــــــــيٌ وللعــــــــــقل قائدُه
ستعلم غبّ الأمر إن صاح صائحٌ
وراحت حصــــون المـلك تـــــهوي قواعدُه
وبسّطَ شبـــــانٌ إلى الغاي راحـــــــــــةً
وأدرك مأمــــــــــولٌ وكُـــــــــــــــذّبتَ جــــاحدُه
ببغداد َ ليلى لا أراهــــــــــــا مقيمــــــــةً
فقد مات قيسٌ واستــــــحــالتْ معاهدُه
أرى الشامَ لا أدري أفي الشام نائحٌ
أما النفخة الكــــبــــــــرى بها قامَ راقدُه
بها الموت أضحى وجهه غير منكرٍ
أخاً وابن عمٍ أو صديقاً نوادِدُه
وفي الشامِ عرسٌ كلَّ يومٍ ومأتمٌ
أفي الشـــــــامِ بكّــــــــــتْ أم تغنَّتْ ولائدُهُ
فمن مخبرُ الأيـــام أنِّي ظنينُها
وأن عيــــونَ الغيـــــــــــــــــبِ باتتْ تراصدُهُ
فإن كنت في شكٍّ من الأمر فانتظرْ
سيأتيك بالأنباءِ من لا تواعدُه