|
شيءٌ من الأفق البعيد يلوِّحُ |
فلمحتُ في عينيكِ ما لا يُلْمحُ |
ضوءٌ هناك حمامةٌ غربيَّ هــــ |
ــذا الشطِّ واللهب المباركُ يلفحُ |
صوتٌ من اللهِ القديرِ يحثني |
أنا ذا قريبٌ منك لا أتْزحْزحُ |
صوتٌ سماويٌّ أتى من حاملٍ |
وملائكٌ هبطت إليَّ تسبِّحُ |
فخطوت نحو النارِ أفتحُ بابَها |
لأراك واقفةً وخيلك تضبحُ |
كتبٌ من العهدِ القديم وراءنا |
فيها عن السرِّ المكتَّمِ ملمحُ |
موسى هنالك في يديه خريطةٌ |
للدرب والخضر البعيد يلوّحُ |
أولستُ إبن النار يوم أتيتها |
والعشقُ في صدري يئنُ ويصدحُ |
ورأيتُ داوداً يرتّل نغمةً |
موالَ مزمارٍ به أترنّحُ |
فركبتُ ظهر الريحِ والجنُّ المسخـــ |
ــخرُ في قيامِ الملك دهراً يكدحُ |
ودخلت في ظل اليسوعِ ونخلةٌ |
حدباءُ للثمر المدلى تمنحُ |
تتعدد الأبعاد تشتبك الرؤى |
تتداخل الآراء ماذا أشرحُ |
خُطت على اللوح المقدس جملةٌ |
من أجل عينيكِ الجميلةِ أذبحُ |
ما أنتِ هذا الخطُّ ممتدٌ إلى |
ما لست أعرفُ والمسالكُ جنّحُ |
وخطىً كهذا الدمعِ تمسح نفسها |
وإلى متى وأنا أهيلُ وأمسحُ |
وإلى متى وأنا أزيّنُ ليلةً |
بعرائس المعنى الذي لا يَقْبحُ |
وأتوه في درب المجاز قصيدةً |
قد قالها الوجعُ الذي لا يبرحُ |
أنا معتمٌ والضوءُ يجتاز المدى |
ويمرُّ من خلفي وظلي يرْزحُ |
أصبابةٌ أني أحنُّ لما مضى |
أغضاضةٌ أني أحب وأجرحُ |
يا أنت والسرُّ المقدسُ مضغةٌ |
حتى استوت شيخاً يجنُّ ويشطحُ |
يا أنت والوله العتيق سنابلٌ |
في القدْسِ في كف المسيحِ تأرْجحُ |
فيسيل زيتون النبوة في دمي |
فتنيرُ مشكاتي وصدريَ يُشرحُ |
وأمرُّ بالغافين حول خبائهم |
يا أيها النوّامُ قوموا فاسرحوا |
فالعيش لا يصفو لغير مكابدٍ |
زَرْع الحقيقةِ ريثما يتفتَّحُ |
أفلا ترون إلى الحياةِ وما بها |
أربٌ إلى ذاك الذي لا يطمحُ |
عيناكِ من كتبت عليَّ حكايةً |
من شاء فحواها فطفلٌ يمرحُ |
عيناكِ شباكي أطلُّ لعالمٍ |
من خلفها فأرى القداسة تسبحُ |
عيناكِ ما عيناكِ نايٌ مطرقٌ |
وشفاهُ مولانا الجلالُ توشِّحُ |
عيناكِ من قضت مضاجع عصبةٍ |
بالثورةِ الحمراءِ فيهم تجمحُ |
فانسابَ هذا الشعب نهراً صاخباً |
وعليه أشلاءٌ تموجُ وتطفحُ |
إني أذوب أذوب حتى أنتشي |
والكأسُ من خمر الحقيقة ترشحُ |
وأفيقُ لا أدري أحبك صادقٌ |
أأنا المرادُ ولا سوايَ الأقبحُ |