أتوقُ
أُتوقُ إلى حياةٍ صار فيها........إخاءُ الناس يَلْمعُ كالشهاب
فنعْمَ المرءُ مَنْ دومًا تراه ..........يمدُّ يدَ المعونة للمُصَاب
و بئْسَ المرْءُ مَنْ دومًا تراه......يميلُ إلى العداوة كالذئاب
لقدْ وجَّهْتُ أنظارَ اهْتمامي ... إلى طَرْد التعاسة منْ رحابي
ألذُّ العيش في دنيا ابْتهاج.....يكونُ و ليس في دنيا اكتئاب
ولَيْستْ همَّتي تحتاجُ شيئًا...و لكنْ في الطريق كبتْ ركابي
حَسبْتُ العبْءَ لن يبقى ثقيلاً...ولكنْ خاب ما كانَ احْتسابي
وَ تبْخلُ دائمًا عَنِّي الليالي..........و تعْطي للئيم بِلا حِساب
و تَدْفعُني إلى الأَهْوال دوْمًا....و تبْعِدُنِي عن الشهْد المذاب
و فرْقٌ بَيْنَ ما تبغي الليالي....وما يبغي الفؤادُ منَ الرِّغاب
و مِنْ عَجبٍ أسائلها مِرارًا.....فتَخْتارُ السُكوتَ عنِ الجواب
و ليْستْ شَكْوتي فعْلاً معيبًا...........يجرُّ إليَّ أَنْواعَ العتاب
فما في هذه الدنيا سُكونٌ ..... إذا لم أستطعْ كبْحَ اضْطرابي
سأبقى مُسْتمرًّا في مسيري........و لو لاقيتُ أنواعَ العذاب
فَصبري دائمًا يَبْقى حليفي.....و مُؤْنسُ وحْدتي يبقى كتابي
ولنْ أرتاحَ ما دامتْ نُجُومي...يعيقُ ظهورَها عبْءُ الضباب
و مَنْ رام الوصولَ إلى المعالي....فَمسْلكها مليءٌ بالصعاب
و مَنْ لم يَسْتطعْ حمْلَ الصعاب....قضى أيَّامَه وسطَ الخراب