= لدي مايقرب من الألف رسالة كتبها أدباء وشعراء، من أصقاع وأرجاء شتى من أنحاء الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج إلى الشاعر حسين علي محمد، وهذه الرسائل تلف ما يقرب من نصفها بسبب الاهمال، وسوء الحفظ !
وأفضل هذه الرسائل في رأيي، هي رسائل العلامة وديع فلسطين التي كتبها إلى الشاعر، ولدي عشرات الرسائل التي كتبها بخطه المنمق الجميل، وبأسلوبه الأدبي المشوق البليغ، وهي تشكل لو نشرت مجلدا ضخما، فالرسالة الواحدة تقع في حدود الأربع صفحات، وتتجاوز أحيانا هذا العدد من الصفحات، وقد استفاد الدكتور حسين على محمد من بعضها في كتابة كتابه القيم " سفير الأدباء وديع فلسطين ".
ورسائل " الوديع " هي تأريخ للحركة الأدبية والثقافية والفنية في العصر الحديث، وترجمة للعديد من الشخصيات الذين أثروا حياتنا الثقافية والأدبية والفنية على مدى قرن من الزمان على الأقل.
أتمنى أن تتبنى إحدى دور النشر، نشر هذه الرسائل ( رسائل العلامة وديع فلسطين إلى الشاعر حسين علي محمد )، وهي إذ تفعل، إنما تقدم خدمة جليلة للثقافة العربية، والأدب العربي، ولفن الرسائل الذي اختفى من حياتنا، فرسائل " الوديع " تعيد لفن الرسائل، اشراقه، وتوهجه، وتألقه، وبهاه.
= ظللت مترددا في نشر رسائل الأدباء والشعراء إلى شاعرنا، معتبرا أنها رسائل شخصية، ولا يجوز بحال نشرها على الملآ حتى قرأت تعقيبا للأديب والشاعر سمير الفيل على موضوع نشره د. حسين علي محمد بعنوان " هل ينتج أدب الرسائل تاريخا أدبيا ؟ ".
هذا الموضوع نشره الدكتور حسين علي محمد في " منتدى القصة العربية " بتاريخ 5/5/ 2004م، وكتب سمير الفيل تعليفا بتاريخ 6/5/2004، هذا نصه :
" الأديب الكبير د. حسين علي محمد :
قرأت هذه الدراسة الجميلة عن " أدب الرسائل "، وأعتقد أنها تقوم بدور هائل في الآتي :
1 – قد تفسر بعض الأحداث التي لم تكن مفهومة في حينه.
2 – أنها تبين طبيعة العلاقات الموجودة بين الكُتّاب في فترة تاريخية معينة.
3 – في بعض الأحيان تكشف هذه الرسائل عن كتابات مندثرة أو ضائعة، فهي والحال كذلك نوع من التوثيق غير معلن.
4 – الرسائل مادة غنية لكشف التيارات الأدبية والفنية، وهي تلقي الضوء على مسارات هامة في الفكر الإنساني.
5 – تلعب الرسائل دورا لا يستهان به في التعريف بظروف حياتية وإنسانية مبهمة مرت بالكُتّاب في أثناء السجن أو السفر أو دخول المصحات النفسية والعقلية.
ويوجد بالآداب العالمية اهتمام كبير بالرسائل .. والرسائل لا تغني عن الكتابات الأدبية، لكنها شروح وهوامش.
هذا الرأي لصديقي سمير الفيل، جعلني أحسم أمري، وأنشر بعض الرسائل هنا. وأرجو أن يتاح لي مستقبلا نشر كل الرسائل التي كتبها الشعراء والأدباء إلى طائر الشعر المسافر، لتكون شهادات ووثائق وشروحات وهوامش.