المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني
الأستاذ لحسن
أشكرك على ردك , وما تفضلت به صحيح جدا ... لكنك أيضا لم تجب على التساؤل :
لماذا أهمله الفراهيدي ولم يذكره حتى ؟
كلمة الإهمال تعني عندي عدم اهتمامه به رغم معرفته به ،
أما معرفته به تدلنا عليه دائرته وقانون اشتغالها .
وأما إهماله له وعدم اهتمامه به فقد فرضته طبيعة البحث والتأصيل ، فهو يبحث أمرا واقعا وموجودا بالفعل ومفروغا منه ألا وهو الشعر العربي ، وهمه في ذلك تأصيل هذا الواقع وحفظه من الضياع ، ولم يكن همه اكتشاف الجديد .
ولنأخذ طريقته التبادلية في قاموسه العين ، ولنأخذ مثلا الحروف : ع ـ ق ـ ر ـ ب
سنحصل بطريقة التقليب على : عقرب ، و عرقب ، و عبقر ، وعبرق ، وقعرب وقرعب وقبعر وقعبر ورعقب ورقعب وربعق وربقع وبعقر وبقعر وبرعق و برقع
المستعمل عند العرب تقريبا حسب علمي المتواضع:
عقرب
عرقب
برقع
عبقر
لاحظ أخي الحبيب عادل ، أنه من أصل 16 كلمة محتملة نجد تقريبا 4 كلمات مستعملة و 14 مهملة لم تستعملها العرب إطلاقا .
والآن قل أيها الحبيب ، هل عدم ذكر أو إقحام وحشر الكلمات الأربعة عشر المهملة أعلاه ضمن كلمات اللغة العربية المستعملة وفي إطار بحث متخصص عن تأصيل كلمات اللغة العربية المستعملة، يعتبر جناية ؟
تحية لأخي وأستاذي عادل العاني
فالخليل رحمه الله أعتقد أنه بدأ مستفهما ومتسائلا ،فمستقرئا ،فواصفا فمفترضا ، فمجربا ، فمبدعا أخيرا للدوائر العروضية ، على هذا النحو من المراحل العلمية .
أنا أتفق معك أن عبقرية عروضي مثل الفراهيدي لا يمكن أن يغفل عن أبسط بحر وأبسط دائرة , فلماذا أهمله واستدرك به الأخفش عليه ؟ وعلى ماذا اعتمد الأخفش في ذلك ؟
وليس هناك من ينكر فضل هذا العبقري على الشعر العربي والعروض ووضع منهج الدوائر , لكن هناك مازالت تساؤلات بحاجة لأجوبة عن المتدارك والوتد المفروق ودائرة المشتبه ...
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
تدارك الناس على الخليل الكثير مما لا يمت بصلة إلى منهجيته وأهدافه ، منها المتدارك والذي لم يقل عليه أحد شعرا قبل الخليل ، وما وصلنا من أشعار لا علاقة له بالمتدارك الذي على دائرة المتفق ، بل هو قطر الميزاب أو ركض الخيل أو الخبب الذي يتكون من أسباب خفيفة وثقيلة .
أما منهجه فكان الاستقراء والتأصيل وليس التجديد .
وأما غايتة الأسمى فكانت الحفاظ على هذا الموروث العجيب ،
تحية لك أيها الجميل