جفاف» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» اختراع السلالات» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بياض» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» شذرات عطرة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» خواطر وهمسات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» (ومــا للـمســلــميــن سِــواك حِـصـنٌ )» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» زُبَيْدِيَّات» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسائم الإيحاء» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى خطبة فضل الشكر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
اقترب موعد الزفاف ,, ومع نبضات دقات
بشائره , بدأت نيران الصراع تحتدم ,,
إنه صراع ذاتي بحت ,, بطلاه : سليم وسليم
.
.
.
لا ,, ما الذي فعلته ؟؟ لِمَ وافقتُ ؟؟
إنها ابنتي الوحيدة ,, إنها نبراس
فضاءاتي , ربيع أيامي , بريق ابتساماتي
إنها أميرة مملكة روحي ,, إنها بوح صمتي
إنها
.
.
.
أنا , أجل ,, أنا
فلا بد ..
لا بد من إيجاد طريقة لأتخلص بها من هذا الشاب ,,
ولكن ,,
لا , لا محل للكن من الإعراب ..
.
.
.
أيا رائد ( خادم سليم ) ,, هل لك بإحضار جميل على الفور ؟
رائد : بكل سرور ..
.
.
.
(...يتبع ...)
أهلاً بك يا " جميل " ..
وبكَ أهلاً " سيد سليم" , ما الأمر ؟
كل ما في الأمر أني ,,
لحظة ,,
رائد ,, لا أريد ضجة ,, كل من يسأل عني ,, عبر أثير رنين
الهاتف , أو بوح طرقات الباب ,,, فتولى أمر صرفه ,,
لكَ ذلك , سيدي , أستأذنكم ,,,
.
.
.
_ جميل , أشعر برغبة قوية بإلغاء الزفاف ,,
_ لا مشكلة , كل ما عليك فعله هو مصارحة ابنتك حول هذا الأمر ,,
_ أنت لا تعرف لبنى , عنيدةٌ عنيدة ,,
_ إذن , سأتولى هذه المهمة ,,
_ ماذا ستفعل ؟
_ أنسيت يا سيد سليم بأني ساحر ؟!
_ لا , لم أنسَ , ولهذا استدعيتك .
_ سترى شيئاً يسرك .
_جيد , ولكن ,,
_ لا تقلق , لن تكون قط في الصورة ,,
_ جميل جدا ,, ما المخطط ؟
_ " ذات الأطياف السبعة " ..
_ ما هذه ؟
_ إنها ..
.
.
.
(( يتبع ))
" ذات الأطياف السبعة " إنها جوهرة ذات
سبعة أطياف لونية ,,
أجل ,, هي ذات بريق ظاهري يخطف الأبصار ,,
ولكنها تحوي في أحشائها أسهام خبث
تحيل الذات إلى ..
_ إلى ماذا ؟
ـ سترى بنفسك يا سيد سليم ..
.
.
.
.
_ في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم
سأتوجه إلى منزل أحمد ,,
وأنت ستتخذ الشجرة المقابلة للمنزل لك مخبأ ..
.
.
.
في تمام الساعة السابعة , دق جرس الباب :
ـ مساء الخير سيد " أحمد " ,,
ـ مساء النور سيد " جميل " , حياك ..
ـ أهكذا يا رجل ,, تتقدم لخطبة أجمل فتيات القرية , ولا تخبرني ؟
ـ أووووه ,, أعتذر منك ,, ولكن حتماً لن تقام حفلة الزفاف بدونك ,,
فأنت لي نعم الأخ ,,
:: نعم الأخ ..!! قالها , ولم يكن يعلم بأن " لكل شيء ثمن
حتى الكفن " ..::
_ ما دمتُ لكَ أخاً , فلن ترفض قط هديتي ,, (( هدية الزفاف ))
_ ولكني لم أزف إلى عروسي بعد ,,
ـ أعلم ذلك , ولكنها برهان على أني لستُ منك بغاضب ,,
فاقبلها من أخيك ...
_ وكيف لي أن أرفض هديتك ,,
_ تفضل , هي بداخل هذه السلة الملونة ,,
_ ما أجملها ..!!
_ تفضل , التقطها ,,
:: وما أن التقطها حتى
.
.
.
( يتبع )
وما أن التقط أحمد تلك الهدية ,, الجوهرة السحرية
[ ذات الأطياف السبعة ]
حتى أضحى
.
.
رماداً ,,
.
.
وما بين ذهول ارتسم بصمت على محيّا سليم , وابتسامة مكر
تعالت إيقاعاتها لتحيا بسكون صاخب في أحشاء أوردة
جميل وظلال بريق عينيه ,,
انتفضت الحروف ,,
فإذا بسليم يُصر على ضرورة
احتضان قاع البحر القريب من القرية
كينونة [ ذات الأطياف السبعة ],, علها
تمسي بفعل البحر وأسراره ومفاتيح بهاراته أجزاءً متناثرة ,,
فوافقه جميل ,, وأسرع في التقاطها ولكن
بواسطة [ ملقط ] قام هو بصنعه ,,
ابتسما , ثم غادرا المكان , ولم يكونا يعلما
أن هناك مفاجأة, لم تكن بالحسبان ,
كانت بانتظارهما ,,
.
.
.
(( يتبع ))
خالد ,, الأخ الأصغر لأحمد ,, [ الجد الأكبر للعم عصام ]
شَهِدَ تلك الواقعة المشؤومة ,, ولكن
ماذا عساه يفعل ,, ؟
إن نطق ,, فسيوسمه أهل القرية بالجنون ,,
وإن صمت ,, فستبتلعه أمواج الغل والحقد والكراهية ,,
وسهام الظنون ...
فما له إلا ,,
البكاء ,,
أجل ,, استجمع ما تبقى من قواه , وأسرع محتضناً الرماد
بصرخات بكاء صامتة صاخبة هادئة مدويّة , تشوبها حرقة
وثورة هذيان ,, ونيازك ذهول ضبابية ,,
وما بين صمت وبكاء وجنون وعقلانية ,,
انتفض خالد , واتجه صوب " زيتونة أحمد "
أجل ,, إنها شجرة زيتونٍ تعهدَها أحمد بالرعاية والإهتمام
منذ أن كانت بذرة حتى أمست شجرة نضرة صلبة تسر الناظرين ..
وبظلال أفيائها حفر حفرة صغيرة , احتضنتْ رماد أخيه ,,
ولطالما ارتُويت جزيئات حبيباتها بدمع العين و القهر
والشجن , والحنين ,,
وبلا سابق إنذار ,, ينتفض الرماد و
.
.
.
(( يتبع ))
ينتفض الرماد وتصفق ما بين أحشائه أجنحةٌ
لطائرٍ بهي المنظر ,, ذا صوت شجي ,,وبريق عيون
ناطقة ,, وربيع ألوان هادئةصاخبة ذات نبضات
تأملية حائرة ساحرة ,,
وما بين ابتسامة حقيقية خفية وبكاء ظاهر
ينتفض خالد وتحتضن لآليء عينيه الطير بعفوية ,,
ويصمت الحرف وتتلعثم الأبجدية ,,
أخي ,, أحمد ,, آهٍ .. كم اشتقتك ,,
.
.
.
يبتسم طير الرماد وتنطق بحار الحنين
والاشتياق ,,واللهفة ,, برويّة وأزاهير نديّة ,,
وتتطاير ريشة تلو ريشة تلو ريشة من ثنايا
ثوبه الجديد لتشكل كلمات متصلة نبضاتها :
" سأذهب إليها يا أخي "
.
.
.
( يتبع )
وفعلاً ,, احتضن طائرنا الفضاء بجناحيه وحلّق عالياً بأنفة وحنين
واشتياق لريحانة التلال وعبقها الأصيل ,,
وما أن لمست قدماه شرفتها حتى خُيِّل للبلابل والفراشات
والحمام بأن تلك الشرفة الصامتة الضبابية
قد صُيِّرَتْ إلى ربيع متشابكة إيقاعاته و ناطقة
ألوانه ,,
ابتسم ,, وابتسمتْ معه عناقيد الذكريات والوعود والعهود
والتأملات ,,
وفي معمعة تلك الصور المتداخلة أطرها ,, وفيض
اللهفة التي طوقتْ فؤاد أحمد [ طير الرماد ]
صمتتْ الومضات ,, ونطقتْ عيون التنهدات ,,
وفُتحتْ نافذة الواقع , الشرفة , وأطلتْ
منها , ريحانتنا , لتحيي ذاك الطائر
ولتصافح الشمس بصمت واغتراب ,,
فأبحرتْ الروح بصمت في ميناء اللامدى :
_ آهٍ يا لبنى ,, يا ريحانة التلال وريحانتي ,,
ماذا حلَّ ببريق ابتسامتكِ ؟
أين صدى ضحكة عينيكِ ؟ .. أين الأمل الذي
لطالما توجكِ أميرة عليه ؟؟ أين ....؟
فإذا بناي قد عزف لحنه لينطق وينطق :
_ أين أنت يا أحمد ؟
_ لِمَ لم تأتِ إلى حفلة زفافنا ؟
ماذا دهاك ؟
_ أنا هنا يا أنا
_ اشتقتكِِ
انتفضت لبنى ,, ثم ,,
ابتسمت ابتسامة ساخرة , وقالت : وها قد
أضحى الهذيان لكِ يا لبنى نعم الرفيق .. فلتهنئي ..!!!
__ لا ,, يا لبنى ,, إنه ليس بهذيان ,,
أنا هنا ,, أنا أحمد ,,
__ أحمد !!! أين أنت ,,؟
__ أمامكِ
_ أمامي !! لا أمامي إلا طائر بهي المنظر ,, إلا إذا
كنت قد ارتديت طاقية الإخفاء , فهذا أمر آخر ,,
_ إنه أنا ,,
_ من تقصد ؟؟ , أتقصد ....
_ أجل ,, الطير
_ لا ,, لا أصدق ,,
يبدو أنني سأجن ..!!
_ إنه أنا يا لبنى
__ ماذا حل بك ,,؟
__ سلي خالد ,, أخي ,,
أحبكِ يا أنا , أحبك ,,
ومضى أحمد ( طير الرماد ) في طريقه
مخلفاً وراءه ناراً , ليست كمثلها نار
إنها نار الحيرة وشظايا سهامها والتي
قد توحدتْ و مخيلة لبنى ,,
فصرخ الصمت ,, وتُوِّجَ بتاج الذهول ,,
و
.
.
.
( ... يتبع ... )
وما بين ترقب ورهبة وذهول وهذيان
ونبضات خطوات متسارعة تسابق برق الثواني
وتحاكي دقائق المجهول ,, صمتت لبنى ورعد الحقيقة أضحى إعصاراً
اقتلع أوردة الحياة من باطن ربيع فؤادها ، ابتسامتها
كينونتها ، مخيلتها ، حتى أمستْ ظلالا ..
ودعتْ خالداً ، ومضت في طريقها ، وما أن وطأت قدماها
أرضية بيتها ، حتى أسرعتْ نحو غرفتها ، وافترشت بساط
الدمع ,, ثم نامت ,, [ نومتها الأخيرة ] ..
وأما السيد " سليم " فقد امتنع عن الطعام والشراب
حزناً وألماً وندماً وحسرة ,, حتى فارق الحياة ..
وأما جميل ,, فقد حزم حقائبه بعيد وفاة السيد سليم
وعزم على الإنتقال لربوع المدينة ,, وفي أثناء
سفره اعترضت طريقه ثلة من قطاع الطرق , فنهبوا
ما نهبوا , وأردوه قتيلا ..
وبقي طير الرماد ينزف دمعاً لفراق لبنى ,, حتى أضحى طيفا ,,
وأما خالد [ الجد الأكبر للعم عصام ] فقد ترك القرية
حاملاً معه صدى نبضات أخيه ، وابتساماته ، وتأملاته ..
وذكريات لطالما جمعتهما سوياً ضمن بوتقة واحدة ,, ورؤىً
نديّة وأهازيج ربيعية ..
( يتبع .. النبض الأخير )
هذا وقد أضحت " ذات الأطياف السبعة " أسطورة تناقلتها الأجيال
إلى أن اشتدتْ إيقاعاتها صخباً في مخيلة العم عصام ,, وتساؤلات
عديدة اجتاحت فؤاده ,,
ترى ,, هل عثر سام على تلك الجوهرة السحرية أثناء
مغامرته البحرية الأخيرة ,, فأضحى حاله كحال أحمد ؟؟
هل ابتلعه البحر ؟؟
هل قذفتْ به أمواج البحر الهادر الى إحدى الجزر البعيدة ؟
هل أضحى وجبة دسمة للحيتان ؟
هل وهل وهل ,,
وما زالت سهام تلك التساؤلات تخترق ميادين
إجابات وإجابات ,, وضبابية تكهنات ,,
مخلّفة وراءها.. تساؤلات أكثر عمقاً ورهبة ,, وصمتاً ..
النهاية
لبنى