|
تَبْكِي عَلَيْهِ كَأَنَّهُ يُبْكَى |
وَهُوَ الْعَدُوُّ الْأَنْكَدُ الْأَنْكَى |
تَبْكِي وَفِي الْعَيْنَيْنِ أُحْجِيَةٌ |
وَعَلَى جَبِينِكَ وَصْمَةٌ تُحْكَى |
تَبْكِي وَدَمْعُكَ لَمْ يَسُحَّ عَلَى |
مَنْ سَامَهُمْ فِي عَهْدِكَ الْفَتْكَا |
لَمْ تُبْقِ لِلتِّمْسَاحِ مَعْذِرَةً |
حَتَّى خَرَقْتَ لِغَزَّةَ الْفُلكَا |
يَا حَالِبَ الثِّيرَانِ هَلْ نَضَحَتْ |
يُمْنَاكَ إِلَّا الضَّيْمَ وَالضَّنْكَا |
يَا طَالِبَ الْغُفْرَانِ هَلْ مَلَكَتْ |
يُسْرَاكَ مِنْ أَعْدَائِنَا الصَّكَّا |
أَفْقَدْتَ فِي بِيرِيسَ رَحْمَ أَخٍ |
فَحُرِمْتَ فِيهِ الزَّنْدَ وَالورْكَا |
أَمْ جِئْتَ تَلْطِمُ فِي جِنَازَتِهِ |
حَتَّى يُقَالَ الْأَحْكَمُ الْأَذْكَى |
قَدْ عِشْتَ يَا عَبَّاسُ تَشْرَبُ مِنْ |
كَأْسِ الضَّلَالِ وَتَمْضُغُ الْإِفْكَا |
لَمْ تَأْلُ جُهْدًا فِي الضَّجِيجِ عَلَى |
مَنْ قَاوَمَ الْعُدْوَانَ وَالشِّرْكَا |
هَوَّدْتَ أَكْثَرَ أَرْضِنَا فُرُطًا |
حَتَّى تَرَّضَى حَبْرُهُمْ عَنْكَا |
وَقَلَبْتَ وَالْمَعْنَى يَمُورُ أَسًى |
سُورَ الْبُرَاقِ لِحَائِطِ الْمَبْكَى |
يَا أَرْذَلَ الْحُكَّامِ مَنْزِلَةً |
كَيْفَ اسْتَطَعْتَ بِحُمْقِكِ الْمُلْكَا |
يَا شَرَّ مَنْ جَاسُوا وَمَنْ جَلَسُوا |
فِي خَيْرِ أَرْضٍ بِالْهُدَى تزْكَى |
مَا أَنْتَ إِلَّا خَائِنٌ أَشِرٌ |
وَمُلَفِّقٌ لَا يُتْقِنُ الْحَبْكَا |
عِلْمُ السِّيَاسَةِ فِيكَ مَذْهَبُهُ |
أَنْ تَكْرَعَ الْوِيسْكِي مَعَ الْفُودْكَا |
أَنْ تَطْعَنَ الْأَهْلِينَ مِنْ دُبُرٍ |
وَتَهُشَّ لِلْأَعْدَاءِ مُصْطَكَّا |
أَنْ تَحْقِرَ الْآرَاءَ رَاشِدَةً |
وَتَهِيمَ فِي أَفْكَارِكَ الحَلْكَا |
أَنْ تَزْعُمَ الْكُرْسِيَّ فِي صَلَفٍ |
وَتَغُضَّ عَنْ صَفَدٍ وَعَنْ عَكَّا |
أَنْ تَسْلُبَ الْأَجْيَالَ مِنْ غَدِهَا |
وَتَدُسَّهَا فِي غُرْبَةٍ تُشْكَى |
أَنْ تَمْنَحَ الْوَرْدَ الَّذِي طَلَبُوا |
مِلْءَ الْفُؤَادِ وَنَحْصُدَ الشَّوْكَا |
شَرُّ الْمَوَاقِفِ أَنْ تَمِيلَ لِمَنْ |
يَعْدُو عَلَيْكَ وَيَدَّعِي النُّسْكَا |
وَالْعَقْلُ آفَتُهُ الْهَوَى فَإِذَا |
حَكَّ الضَّمِيرُ الْمَنْطِقَ احْتَكَّا |
وَإِذَا تَوَلَّى الْكِبْرَ إِمَّعَةٌ |
يَطْغَى عَلَيْهِ الرَّانُ مَا انْفَكَّا |
عَبَثِيَّةُ الْكَلِمَاتِ لَيْسَ لَهَا |
إِلَّا الْبَرَاء مِنَ الَّذِي رَكَّا |
وَعَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ يَجْهَدُ مَنْ |
يَصْبُو لِدَحْرِ عَدُوِّهِ مَعْكَا |
إِنَّا السُّرَاةُ الصِّيدُ نَخْوَتُنَا |
تَأْبَى الْهَوَانَ وَتَأْنَفُ الْمَحْكَا |
نَسْمُو إِلَى الْفَتْحِ الَّذِي خَذَلُوا |
وَنَعِفُّ عَنْ جَرْحِ الَّذِي يَنْكَا |
وَالْقُدْسُ صِنْوَ الرُّوحِ مَا فَتِئَتْ |
لَا نَهْشَ يُوهِنُهَا وَلَا نَهْكَا |
وَإِذَا فِلسْطِينُ اشْتَكَتْ يَدَنَا |
فَعَلَامَ نَرْجُو الْفُرْسَ وَالتُّرْكَا |
لَا يَتَّقِي مَنْ هَامَ فِي ثِقَةٍ |
أَوْ يَرْتَقِي مَنْ أَيْقَنَ الشَّكَّا |
فَلْنَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فِي وَطَنٍ |
وَلِنَسْعَ بِالْأَمْرِ الَّذِي يرْكَى |
وَلَعَلَّ حُسْنَ الظَّنِّ بَوْتَقَةٌ |
لِنَصُبَّ فِيهَا السَّمْكَ وَالْمِسْكَا |
لَا غَدْرَ يُصْدِرُ شَمْلَنَا بدَدًا |
لَا كَيْدَ يُورِدُ سَتْرَنَا الْهَتْكَا |
سَنَظَلُّ ثُوَّارَ الْهُدَى أَبَدًا |
وَنَدّكُ أُمَّ رُؤُوسِهِمْ دَكَّا |
وَنَصِيحُ مِلْءَ الْكَوْنِ فِي شَمَمٍ |
بِيَقِينِ مَنْ صَلَّى وَمَنْ زَكَّى |
إِنَّا لَنُحْيِي الدَّهْرَ مِنْ دَمِنَا |
فِي الْخَالِدِينَ وَغَيْرُنَا الْهَلْكَى |