سـرَى البـرْقُ بين الأفـْق حتَّى كأنَّهُ **بيـارقُ نـورٍ في ركَـامِ السَّحـائِب ِ
تـخالُ كأنَّ البرقَ إذْ لاحَ في المدَى **شـرارتُ سـمْرٍ بـيـْنَ بيـضٍ قـواضبِ
ذكَـرتُ ثـغـورَ الحيِّ والبـرْقُ ثغْـرُهُ**تبــسَّمَ بالـأنوارِ بـين الكـواكـبِ
فيأتي ويمــضي كلَّ حينٍ وميـضُهُ**كأطيـاف ذكـرى من ضياء الحـبائبِ
وشـقَّ الدُّجَى نورُ البروقِ كأنَّهُ**عــصائبُ شـَيْبٍ فـي سـواد الذَّوائِبِ
كأنّي بِهِ والرّعْـدُ يلْحَـقُ ركْبَهُ**بزمـزمةِ الإرْعَـادِ منْ كـلِّ جـانبِ :
بشـير غيوثٍ زمْـزَمَ الرَّعْدُ بينها**كـزأرِ ليـوثٍ أو قـراع كتائبِ
هَمـَى الغـيثُ حتَّى سـال في الـأرْضِ ماؤهُ**جداولَ تجري مثل جري الركائبِ
لها عـزمةٌ في الجـري حتَّى كأنهـا**جمـوع الأفاعي إذْ جـرَتْ في المساربِ
تَـشَعَّبُ في الأرباع حتَّى كأنَّهـا**أصـابعُ مُـدَّتْ من كُـفـُـوفِ المشَارِبِ
ولاحـَتْ زهـُورُ الرَّوض يقْطُـرُ ماؤها **كعـينَيَّ فاضـَتْ بالدُّموع السَّواكِبِ
خيوط البروق‘‘‘ضياء الحبائب
أبو الحسين 23-11-2016