الهجرة في الإسلام لم تقف عند الهجرة من مكة إلى المدينة ومن قبلها الحبشة ,وإنّما كانت أيضا هجرة من البداوة إلى الحضارة ,من البادية إلى الحاضرة ,من حياة الأعراب التي تغلب عليها الغلظة ويسود فيها الجفاء ,إلى حياة العرب الذين استقرّوا في القرى ,فغدا بإمكانهم أن يقيموا مدينة وحضارة في هذه القرى ,كانت إنجازا حضاريا ,ينتقل بالجماعة البشرية من طور ترحال البداوة الذي يستحيل معه قيام التراكم في الإبداع الثقافي والتمدني إلى طور الإستقرار والحضور في القرى الحاضرة