|
صَفَتْ رُوحُ مَن تَهوى ، وَآبَ فُراتُها |
وَحَيَّتْكَ من حيِّ الوَفا عَبَراتُها |
وَجَاءَتْكَ تحْدو للبَيانِ ظِلالُها |
تُنادي حَلاواتِ القَريضِ دَواتُها |
فَطابتْ مَدَاراتٌ ، وَسُرَّتْ نواظرٌ |
كأعْذَبِ عَيْنٍ لا تَني هَمَساتُها |
فَكيفَ تُمنِّيكَ السَّريرةُ طرْفَها |
وَعندَ جِنَانِ الغِيدِ باتَتْ صِفاتُها |
لِذا أسْأرَتْ من واردِ الحُسْنِ مُزنةً |
وَحَنَّتْ إلى وَسْمِ الحَياءِ حَياتُها |
فَلَوْ زَارَهـا عِندَ الأصيلِ قُرُنْفُلٌ |
وبلسمُ وَحْيٍ ، تَجْتَبيكَ جِهاتُها |
مَعَ العَنْبرِ الفَوَّاحِ فَرْطَ مَودَّةٍ |
توسَّدتِ الشَّوقَ القَديمَ صَلاتُها |
تهاويلُ زَهْرٍ تَمْنحُ البالَ فرصةً |
وَكَمْ عزَّ تِلقاءَ المَباهجِ ذاتُها |
تناغمُ " بَنغازي " ضِفافُ عَواطفٍ |
قدِ ابْتسَمَتْ للنَّيراتِ سِماتُها |
وومضُ شعاعٍ من بدور حَبائبٍ |
تلاقتْ وأمواجُ الصِّبا ضَحِكاتُها |
إذا طابتْ الأفكارُ لَفْظًا وَهِمَّةً |
تَهادتْ عَلى وَقْعِ الوَفَاءِ بَناتُها |
تسوسُ بهاءَ الكـــونِ عزَّا كعَهْدِها |
ومِنْ مِنحِ الهادي همَتْ مَكْرُماتُها |
متى اقتَمَرَتْ يا أمَّ أحمدَ وَمْضَةٌ |
فعندَ مَقَامِ الرُّوحِ طافتْ عِظاتُها |
أناديَةَ الفِكْرِ الجَميلِ : تحيَّةً |
من الصُّورِ اللاتي ارتقَتْ نَفَحاتُها |
فَوائدُ نادتْ بالأصولِ فأسبلتْ |
على زَهْوِ أبناءِ الدِّيارِ هِباتُها |
فَمَا هَجَرتْ سِرْبَ البَهـاءِ عيونُها |
ولا أنِفتْ غُنْمَ الإبا نَفَحاتُها |
ولا تاهَ ركبٌ ، لم تجفَّ قريحــــةٌ |
وقـدْ هزَّ أسْماعَ الخُلودِ حُداتُها |
نفوسٌ تأسَّتْ بالتَّواصِلِ رِفعةً |
فلم تُخْفِ آهــاتِ اللِّقا شَهقَاتُها |
قرَيْتِ ، وَفي وَاحِ الحِسانِ مَكارمٌ |
تكاملَ مَرقاهــا ، وَرَقَّ بُناتُها |
فإنْ قيلَ شابتْ للزَّمانِ ذوائبٌ |
تنافسَ في رشْفِ التَّليدِ هُداتُها |
هُنا فُضْلياتٌ ينتخينَ كرامـــةً |
وحبًّا بأمٍّ شَعْشَعَتْ حَسَنَاتُها |
وَناديَةٌ مِنهنَّ لا ريبَ لم تزلْ |
مَعَ الأدبِ المِعطـــاءِ تحدو صِلاتُها |
عليكِ سلامُ اللهِ بنتَ محمَّدٍ |
إليكِ حروفُ الرُّوحِ غنَّى ثباتُها |